مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي برموز المسرح الكويتي
"القاهرة"-" بريق الدانة" - هايدي فاروق:
ضمن برنامج فعاليات الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي عقدت ندوة للاحتفاء بالمسرح الكويتي ورموزه أدارها الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني وتحدث بها كلا من الدكتور علي حيدر رئيس قسم النقد والأدب المسرحي ودكتورة سكينة مراد أستاذة النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية ودكتور نبيل الفيلكاوي نقيب التشكيلين ودكتور محمد زعيمه الناقد المسرحي في البداية وجه الدكتور نبيل الفيلكاوي مؤسس نقابة الفنانين الكويتيين الشكر لإدارة مهرجان شرم الدولي للمسرح الشبابي، موضحا أنه قد مر 100 عام على تأسيس الحركة المسرحية في الكويت متوقفا عند حدثين هامين وهما مشاركة أمير البلاد جابر الأحمد في مسرحية " فتح مصر " وهو يدل على دعم الدولة للمسرح في ذلك الوقت موضحا انجازات المسرح الكويتي وإشهاره لأربعة فرق مسرحية في عام 1964 علاوة على إنجازات المسرح الشعبي الذي قدم ما يقرب من 120 عملا مسرحي وكذلك بدايات فن الارتجال والدور الرائد الذي لعبه الأستاذ د. زكي طليمات في تحويل الارتجال إلي نصوص مكتوبة وكذلك دوره في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت والذي خرج العديد من الأجيال التي أصبح لها دور كبير على الساحة المسرحية والفنية بالكويت وكذلك مشاركة الفرق الأهلية في العديد من المهرجانات المحلية والدولية وذلك ساهم في تطوير الحركة المسرحية بالكويت.
الدكتور على حيدر رئيس قسم النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي بالكويت قال: انطلاق المسرح بالكويت، بدأ من خلال النشاط المدرسي فكانت المدرسة الأحمدية هي المبادرة الأولى للمسرح عندما ألف عبد العزيز الرشيد، تمثيلية قصيرة احتفالا بمناسبة افتتاح المدرسة عام 1922 ثم انتقل هذا النشاط مرة أخرى في مدرسة المباركية عام 1938 خصوصا مع البعثات الدراسية الفلسطينية التي ساهمت في تقديم «إسلام عمر»، وهي مسرحية من فصل واحد ولأهمية هذا النشاط حاضر أمير البلاد السابق الشيخ أحمد الجابر الصباح مع كبار رجالات البلد في ذلك الوقت وكانت مسرحية إسلام عمر من إخراج وتمثيل عضو البعثة التعليمة الأستاذ محمد محمود نجم .
وتابع : «في عام 1939 قدمت فرقة المباركية مسرحية «فتح مصر» وقام بأحد الأدوار المسرحية الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وحضر العرض والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بصحبة المعتمد البريطاني آنذاك ، وفي عام 1940 بدأ مشوار الفنان محمد النشمي، من خلال تشجيع الفنان حمد الرجيب عندما نصحه أن يتخذ المسرح وسيلة للتعبير عن ذاته وطرح قضايا مجتمعية وحتى ينظم الفريق مدرسة الأحمدية الذي ينافس فرقة المدرسة المباركية وقد كان مقدرا لأحمد النشمي أن يصبح بعد ذلك نجما من نجوم المسرح فقدم في الأعوام ما بين 1956 وحتى عام 1960، حوالي ( 20 ) مسرحية بينهما واحدة فقط كتبت سابقا عن الوطن بعنوان
واستطرد قائلا :المسرح الكويتي في بداياته الأولي كان يعتمد على الارتجال وكان الارتجال يتم عن طريق مجموعة من الشباب يقدمون فكرة معينة ويتم بعد ذلك تطويرها ، وفى عام 1944 ارتبطت العروض المسرحية بالمدارس حيث تأسست أربع فرق مسرحية داخل المدارس الأربعة "المباركية الأحمدية والشرقية "، وفى عام 1948 ابتعث حمد الرجيب إلى القاهرة لدراسة فن المسرح وعاد عام 1950 وكان قد درس المسرح ونظرياته العلمية والعملية وأراد بعد عودته أن يؤسس المسرح الكويتي على أسس قوية من حيث انه شجع على الترجمة الأعمال المسرحية العالمية والعربية فنجد أن في عام 1957 استعان بمحمود توفيق على نشر بعض المسرحيات المترجمة لموليير
وتابع : بعد زيارتين للأستاذ زكي طليمات للعمل على النهوض بفن المسرح حيث أسس المسرح الوطني بالكويت وأنشأ فرقة المسرح العربي وبينما كان المسرح الشعبي يخاطب الجمهور الكويتي بلغته وعاداته وتقاليده ومجريات حياته القائمة فإن على فرقة التمثيل العربي أحياء أمجاد العروبة واستخراج العبرة من تاريخها والي جوار هذا كانت هناك فرقتان مسرحيتان قد ظهرتا إلى الوجود وهما فرقة الخليج العربي وفرقة المسرح الكويتي وبهذا أصبح في الكويت أربع فرق مسرحية اشتهرت عام 1964 كتجمعات ثقافية وأصبحت تتنافس فيما بينها ، كما لعب الأستاذ الراحل طليمات دورا هاما في تأسيس المعهد العالي بالكويت .
فيما أشارت د. سكينة مراد إلى جيل الشباب المسرحي بالكويت ودوره في تطوير الحركة المسرحية موضحه إلى أن المسرح الكويتي انطلق من المؤسسة التعليمية ثم الفرق المسرحية بعد عودة حميد الرجيب واستقطابه للأستاذ زكي طليمات ليضع استراتيجية ويصبح المسرح يدرس بشكل أكاديمي مشيره إلى أن المسرح الكويتي مر بتغيرات مصاحبة للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ظهرت بقوة مع ظهور النفط وكذلك في الألفية الثالثة تغيرت العديد من المفاهيم الجديدة وعددت د. سكينة الأسباب والعوامل الخاصة بتطور المسرح الكويتي ومنها دور المجلس الوطني الكويتي في الثقافة والفنون ودور المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت وكذلك المسرحيين المبتعثين ونشرهم العديد من الأفكار والاتجاهات الجديدة في المسرح ودور الهيئة العامة للشباب وتأكيد مبادرة الشيخ صباح الأحمد وذلك بقيادة المخرج عبد الله عبد الرسول ثم تحدثت عن جيل الشباب والذي يمتلك رؤى جديدة على مستوى الإخراج والكتابة وتوظيف الحركة الجسدية والتقنيات الجديدة في الديكور واستخدام التجريب في العديد من العروض ..
وأوضحت أن تطور الكتابة في المسرح الكويتي ساهم في تغير البنية المسرحية وأعطت مساحات للحداثة ومن الكتاب الذين لهم دور بارز في هذا التطور فيصل العبيد وسامي بلال وفاطمة العامر وكذلك من المخرجين الذين لهم تجارب ملهمة ومميزة أمثال هاني نصار ، وهاني العابر ، ونصار نصار وغيرهم.
فيما تحدث الناقد محمد زعيمة عن بداية تعرفه على المسرح الكويتي وذلك أثناء دراسته في المعهد من خلال الكاتب عبد العزيز السريع موضحا سعادته بمقابلته ووعيه بقضايا مجتمعه وتحولاته وقد درس بالمعهد العالي للفنون المسرحية وله تأثير كبير في المسرح الكويتي بما قدمه من كتابات وخاصة أن المسرح الكويتي قائم بالحب والإبداع وأضاف زعيمه : من الجيل الجديد الذي طور المسرح الكاتبة تغريد الداوود وهى تكتب كتابات من نوع النقد الاجتماعي والسياسي والتمرد على الشكل التقليدي ومن أبرز نصوصها محطة 50 وكذلك الديوانية ومن الأجيال الشابة أيضا سامي بلال وفاطمة العامر هم خريجي قسم الدراما والنقد بالمعهد العالي بالكويت وهو يركزون على قضايا هامة في كتابتهم وهي المشاكل الإنسانية وعدم التواصل.