علي المسعودي: مستمرون في ترسيخ تطلعات الشاعرة الكبيرة في نشر الثقافة
دار سعاد الصباح تستقطب رواد (اسطنبول) و(برشلونة) للكتاب
أكد مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، الكاتب علي المسعودي، مواصلة الدار مهمتها بزخم متواصل، من خلال العبور بالثقافة نحو آفاق أرحب، والوصول بها إلى شرائح أكثر من القراء، داخل الوطن العربي وخارجه، وهي المهمة التي تصدت الدار لحملها والسير بها منذ نحو نصف قرن.
وأعلن المسعودي، بمناسبة مشاركة الدار في معرض اسطنبول الدولي للكتاب، بالتزامن مع مشاركتها بجناح خاص في معرض الرياض الدولي للكتاب في المملكة العربية الشقيقة، أن معرض اسطنبول الذي أطلق فعالياته قبل أيام قليلة يعد من أبرز التظاهرات الثقافية كونه أكبر معرض دولي للكتاب العربي يقام سنوياً خارج الوطن العربي.
ولفت المسعودي إلى أن جناح الدار في المعرض شهد إقبالاً مبهجاً، وهو ما أكد صوابية الطريق الذي نسير عليه من جهة، وحمّلنا مسؤوليات جديدة لمضاعفة الجهد وتطوير الأداء من جهة أخرى. وأشار إلى أن المنشورات الرصينة والمبتكرة، التي عرضتها الدار في جناحها، وتنوعت بين الأدب والفكر والتوثيق والتأريخ والتراث والعلوم، بالإضافة إلى الكتب المترجمة والأخرى الصادرة بلغات أخرى ومنها التركية، استقطبت اهتمام الزوار من الجاليات العربية المقيمة في تركيا والكثير من الأتراك المهتمين باللغة العربية وآدابها وعلومها.
وأكد علي المسعودي أن طبيعة وهدف دار سعاد الصباح تطابقا مع طبيعة وهدف معرض اسطنبول للكتاب، كونه معرض غير ربحي يسعى لإحياء اللغة العربية، وتوثيق الصِّلات بين العرب والأتراك، وهو المسعى الذي انتهجته الدار منذ تأسيسها لترسيخ وتفعيل الإبداع العربي أولاً، ولتكون جسر عبور بين الثقافة العربية وثقافات الشعوب الأخرى ثانياً.
وأشار المسعودي إلى أن مشاركة الدار في معرض اسطنبول، جاء بالتزامن مع ترجمة منتخبات من أشعار الدكتورة سعاد الصباح إلى التركية، وآخرها ترجمة ديوانها (والورود تعرف الغضب)، الذي صدر قبل أيام، كاشفاً عن أن دواوين سعاد الصباح حازت النسبة الأكبر من الطلب، سواء من الزوار الأتراك أو أفراد الجاليات العربية.
وتأكيداً لأهمية معرض اسطنبول، أوضح الكاتب علي المسعودي أن معرض هذا العام أقيم على مساحة تجاوزت العشرة آلاف متر مربع، وشهد مشاركة ثلاثين دولة وإقامة نحو مئة فاعلية متنوعة، من محاضرات وندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية ونشاطات فنية متنوعة، إضافة إلى أنهد شهد، ولأول مرة في تاريخه افتتاح قسم خاص بالترجمة وبيع حقوق الملكية الفكرية، ما أعطى فرصة للقاء والتفاهم بين الناشرين العرب والأتراك، مشيراً إلى أن أهمية هذه الدورة من المعرض تنبثق من مقارنتها مع الدورة الأولى له قبل سبع سنوات، والتي أقيمت على مساحة أربعمئة متر فقط، وشارك فيها ثلاثون ناشراً لا أكثر.
معرض برشلونة
إلى ذلك، كشف المسعودي أن الدار طارت إلى الأندلس، الحنين العربي المقيم، والتراث العربي الإسلامي العريق، للمشاركة في معرض برشلونة الدولي للكتاب، في تأكيد جديد على دورها المميز في دعم ونشر الثقافة العربية، وتفعيل مساحة الحوار والتلاقح بين الثقافة العربية وثقافات الشعوب الأخرى.
وأكد المسعودي أن د. سعاد الصباح ارتأت توسيع مشاركات الدار في معارض الكتب على مدار العام، بحيث تطل على القراء من خلال معارض الكتب العالمية، إضافة إلى مشاركتها المستمرة في معارض الكتب التي تقام في الوطن العربي، لافتاً إلى مايتمثله برشلونه في ذاكرة سعاد الصباح بما في ذلك معرض الكتاب كمهرجان عريق قارب عمره نحو قرن من الزمان، ويحظى بمشاركة عدد كبير من دور النشر العالمية بما يشكله من نافذة واسعة لشريحة كبيرة من المهتمين الأجانب، والعرب المقيمين في الدول الغربية، للإطلال على الثقافة العربية بمختلف مجالاتها، الفكرية والأدبية والتاريخية والعلمية، مشيراً إلى أن أهمية حضور الثقافة العربية في هذا المعرض تتأكد من خلال تكاتفها، جنباً إلى جنب، مع الثقافات الأخرى، عبر مشاركة دور نشر من أمريكا وألمانيا وروسيا وإيطاليا والمكسيك وكوريا وإسبانيا وقبرص وكوبا وغيرها من الدول.
ولفت مدير الدار إلى أن الكتب المعروضة في جناح الدار لا تقتصر على الكتب العربية فقط، بل تشمل العديد من الكتب العربية المترجمة إلى اللغات الأخرى، في مجالات الأدب والتاريخ والعلوم وكذلك مؤلفات الشاعرة د. سعاد الصباح، التي حظيت بترجمات إلى مايقارب العشرين لغة حية من لغات العالم، ناهيك عن كتب في مجالات أخرى.
وأكد المسعودي أن الدار نذرت عملها منذ البداية لرعاية الإبداع العربي وفق ما طمحت إليها د. سعاد الصباح تنفيذا لتوصيات شريك حياتها الراحل الكبير الشيخ عبدالله مبارك الصباح ، سعياً إلى حضور الثقافة العربية في مختلف أوساط شرائح القراء العرب، وفي مقدمتهم جيل الشباب، الذين أطلقت العديد من الجوائز السنوية لاستقطاب الموهوبين منهم في أصناف الإبداع، الأدبي والفكري والعلمي وغيره.
وختم المسعودي تصريحه بالتأكيد أن الدار تسعى إلى تحقيق تطلعات توجيهات الدكتورة سعاد الصباح بضرورة دعم ونشر الثقافة العربية في كل مكان، ورفع اسم دولة الكويت عالياً في كل محفل ثقافي، داخل الوطن العربي وخارجه.