مدير بلدية محافظة العاصمة ...أديب وقاص ترجمت اصداراته للإنكليزية
م. بدر بورقبة:الإحساس بالمسؤولية فضيلة والوعي المجتمعي كبير
-لا تهاون في تطبيق القانون ومخالفات البناء "خسارة" مال وجهد
- انتشار الكافيهات في الكويت ظاهرة عالمية
-" تجاعيد" أول اصدراتي الأدبية تم ترجمتها
"بريق الدانة"- خاص:
ما بين الهندسة المدنية والأدب وكتابة القصة، وما بين القيادية والمسؤولية وتطبيق القانون، أبحرنا في السطور التالية مع شخصية متفردة تحظى بمكانة اجتماعية أدبية كبيرة، الأديب والقاص والمهندس المدني بدر بورقبة العتيبي الذي يرأس حالياً منصب مدير بلدية محافظة العاصمة أبحر بنا من مراسي مختلفة، تجول بنا في محطات حياته الحبلى بالإنجازات كقيادي في جهاز حساس وأيضا كعنصر فاعل في المشهد الثقافي، المهندس بدر بورقبة هو أديب وناقد وكاتب وقاص ومترجم ، رئيس نادي القصة في رابطة الأدباء الكويتية وأيضاً، يرأس الإتحاد العربي لإنتاج القصة والسرد، عضو لجنة كتابة النصوص في وزارة الإعلام، وعضو في لجنة الاصدارات والكتب ...معه الرحلة كانت مشوقة...
ما بين الهندسة والأدب والمسؤولية ...مع من نبدأ؟
لكم مطلق الحرية في الإبحار من المحطة التي ترونها مناسبة، سواء من مسؤوليتي الوظيفية مديراً لبلدية محافظة العاصمة أو إنطلاقاً من تخصصي في الهندسة أو حتى من مجال اهتمامي بالأدب والثقافة كوني رئيساً لنادي القصة التابع لرابطة الأدباء الكويتية، أطلقوا أشرعتكم ولتبدأ الرحلة.
-إذن نشرع من المهام القيادية في بلدية الكويت كونك تشغل حالياً مركز مدير بلدية محافظة العاصمة، ونتحدث عن دور بلدية الكويت خلال جائحة كورونا؟
بلا شك تعمل جميع الفرق التفتيشية التابعة لجهاز البلدية على مدار الساعة حيث تقوم بجولات ميدانية وتقوم بإتخاذ الإجراءات اللازمة وتسجيل المخالفات والضبطيات لكل من يخالف الإشتراطات والتدابير الصحية التي فرضتها جائحة كورونا، إلى جانب المهام الرئيسية للفرق التفتيشية المتعلقة بتطبيق قانون البلدية المحدث أخيراً 33\2016 والذي يشمل الكثير من اللوائح والقوانين يتم تنفيذها من قبل الإدارات المختلفة في الوزارة منها على سبيل المثال لا الحصر إدارة النظافة العامة وإشغالات الطرق،إدارة خدمات البلدية، إدارة التراخيص الهندسية، إدارة التدقيق والخدمات الهندسية، إدارة السلامة العامة...إلخ.
-كيف تقيم مدى إلتزام أصحاب المحال بالإشتراطات الصحية خصوصاً مع التدابير الصحية الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء؟
الإحساس بالمسؤولية فضيلة، يوجد وعي كبير خصوصاً مع ظهور الموجة الجديدة من فيروس كورونا المستجد وما يقابله من جهود جبارة تبذلها الجهات الحكومية ومجلس الوزراء في مواجهة الوباء، وأصبح هناك إدراك للعقوبة التي تنتظر المخالفين والتي تصل الى مبلغ ألف دينار وإلغاء رخص بالتفاهم مع وزارة التجارة.
-لوحظ في الفترة الأخيرة وتحديداً مدينة العاصمة ظاهرة مشاريع الكافيهات؟
توجد تراخيص تابعة للبلدية وأخرى تابعة لوزارة التجارة، المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال انتعشت عالمياً في مجال الكافيهات ، وهي ظاهرة فعلاً بدأنا نتلمسها أخيرا، حالياً لدينا تعليمات وقرارات صارمة في عدم الترخيص لأي مشروع يتعلق بالمقاهي التي تقدم "الشيشة" التي يقتصر التصريح لها فقط في العقار التجاري فقط وبحسب الاشتراطات .
-ما طبيعة الإجراءات المتبعة بمن يخالف في السكن الخاص ؟
توجد قوانين ولوائح وإرشادات يتم إطلاع مالك العقار عليها من حيث المساحة المرخصة والمسموح بها بحسب القانون سواء السكن الخاص أو الاستثماري أو التجاري كما توجد صلاحية لدى المكاتب الهندسية لمساعدة أصحاب العقار، القانون الحالي بمواده واضح وصريح وشديد في مراقبة ورصد مخالفات البناء واتخاذ الإجراءات الصارمة في تطبيق القانون بداية من بلوك على العقار يمنع التصرف بأي معاملة خاصة به إلى جانب أشراف لجنة مخالفات البناء في السكن الخاص على تطبيق القانون والذي ويتحمل مالك العقار المخالف ازالة المخالفة وايضا دفع الغرامات التي تصل إلى مئات الآلاف من الدنانير، يعني خسارة مال وجهد.

- لنبحر في الجانب الآخر من شخصيتك، أديب ومثقف وقاص وناقد، ما وجه الشبه بين الأدب والنقد وتخصصك كمهندس؟
النقد يعني التفكيك وتشريح النص ورصد بواطن الضعف والقوة والجمال، وفي الهندسة توجد أيضاً رصد للمخالفات التي تشوه المنظر الجمالي وغيرها من الجماليات، ما يربط بين الأدب والهندسة هو جمال الفنون.
-ما تفسيرك بإتجاه غالبية الشباب نحو الكتابة الأدبية في مختلف المجالات؟
هي ظاهرة عالمية بدأنا نتابعها بترحيب كبير، الجيل الحالي يعتبر محظوظا كونه نشأ في ظل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، الإهتمام بالأدب المبكر بات ضروريا وهي مسؤية تقع على عاتق الهات الحكومية المعنية بذلك.
-من من الكتاب الشباب يلفت انتباهك كونك أديب وأيضاً عضو لجنة كتابة النصوص في وزارة ىالإعلام؟
الساحة الثقافية في الكويت تزخر بالكثير من الأسماء الجيدة سواء في مجال الكتابة الدرامية او الرواية او القصة، على سبيل المثال في الدراما الكاتبة هبة مشاري حمادة، د. عبدالله شملان الرومي وفي الأدب سعود السنعوسي، ،عبدالله البصيص وغيرهم.
ترأس نادي القصة التابع لرابطة الأدباء الكويتية وأيضاً اتحاد كيف ترى مستوى كتابة القصة في الكويت؟
يتطور بشكل كبير ومتسارع خصوصاً وأن الساحة الأدبية عرفته منذ الثلاثينيات، سبق أن نشرت دراسة" القصة القصيرة في السياق الكويتي" بمثابة توثيق تاريخي لرحلة القصة القصيرة في الكويت منذ البداية المتمثلة بقصة" منيرة" لخالد الفرج التي تنتمي لمرحلة ما قبل الإستقلال مروراً بقصص معاصرة لها ثقلها ،ثم تطورها في مرحلة ما بعد الإستقلال وفقا لنموذج الدولة المدنية الحديثة الرائدة على يد نخبة من المبدعين في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات ومطلع القرن الواحد والعشرين حتى الآن، جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام واضحة في دعم المشهد الثقافي والأدبي، نعم نواجه الكثير من المعوقات والتحديات نتيجة انتشار جائحة كورونا لكن ما تزال القراءة تحظى بجمهور لا بأس به.
"تجاعيد"...لماذا؟
هي أول مجموعة قصصية لي كتبتها وأنا على مقاعد الجامعة، حازت المجموعة مجموعة من الجوائز كما تم ترجمتها للغة الأنكليزية عن طريق الكاتبة والدكتورة الأميركية ديبورا ريكسون.
هل الحركة الأدبية تحتاج تدخل حكومي أم أن الشباب قادر على تجاوز الأمر؟
أولا يجب أن يكون ذلك نايعا من الذات ومن ثم تتكاتب الجهات المعنية بالثقافة في دعم المشهد الأدبي ، وفي الكويت يوجد اهتمام واضح وكبير في هذا الجانب.
سؤال أخير يتعلق بعودة المدارس وتجربة التعليم عن بعد؟
اعتقد بأن العودة للمدارس تفرضها العودة للمرحلة الخامسة وهي العودة للحياة الطبيعية، وزارتي الصحة والتربية تعملان في إتجاه واحد حول تحقيق الأمن الصحي للمجتمع والمسؤولين يدركون تماما كل خطوة مبذولة في هذا الإتجاه، وفيما يتعلق بتجربة التعليم عن بعد فأعتقد بأنها تجربة جيدة فرضتها الظروف القسرية واذا ما واجهتنا صعوبات فقد تمكن الجميع بتظافر الجهود تجاوزها بأريحية.
كلمة أخيرة..
كل الشكر في اتاحة الفرصة للابحار في مجالات مختلفة ومساحات من المهنة والهواية والثقافة. وأختم بهذه الكلمات :"إن الأدب وحده لا يعلمنا الإنسانية، ولكن الإنسانية وحدها تعلمنا الأدب... وتعلمنا ما هو أكبر منه بكثير دون شك لو أحسنا صحبتها باكراً..."!
