"أيقونة أبريل" تشيد بتضحيات الصفوف الأولى ومتفائلة بالعودة للحياة الطبيعية
د.منيرة العصفور:"التطعيم" سيجعلنا أكثر قوة في مواجهة الجائحة
- النجاح الكبير لا يأتي دفعة واحدة إنما يجب أن تسبقه نجاحات صغيرة
-من أهم مجالات العلم والحياة أن تكون على مقربة من مساعدة الآخرين.
-مهنة الطب ما لم يكن شغوفا بها سيتوقف في منتصف الطريق
"بريق الدانة"- خاص:
شخصتيها قوية لكنها مرنة وسهلة معا ، مجتهدة ومثابرة ،من يلتقيها في موقع العمل يراها "نحلة" دؤوبة ،تعمل على مدار الساعة ،لا تهدأ ولا تستكين ،هي ليست الوحيدة من بين العاملين في الصفوف الأولى لكنها وبشهادة الجميع تمتلك روح القيادية والانسانية،ضيفتنا في السطور التالية رئيس قسم الطوارئ الطبية في المستشفى الأميري الدكتورة منيرة العصفور ....
-اختيارك أيقونة شهر أبريل نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلينها ومشاركتك الناجحة والفاعلة سواء ضمن الصفوف الأولى كطبيبة أو من خلال ما تقدمينه من رسائل توعوية...هل من كلمة؟
بلا شك هي مسؤولية في المقام الأول وتشريف يجعلني فخورة لهذا الإختيار، وأتمنى أن أكون أهلا لهذا الإستحقاق الذي سيدفعني بلا شك لمواصلة رسالة العطاء والتكاتف من أجل الوطن والإنسانية.
-تتميزين بشخصية قوية على الصعيدين القيادي والإنساني؟
شخصية قوية لكنها مرنة وسهلة معا ،اعتبر نفسي مثابرة في العمل وأجتهد فيه قدر المستطاع، مؤمنة بالعمل الجماعي وروح الفريق الواحد مثلما مؤمنة بأن اليد الواحدة لا تصفق،على قناعة تامة بأن تحقيق النجاح الكبير لا يأتي دفعة واحدة إنما يجب أن تسبقه نجاحات صغيرة،كذلك ما يميز شخصيتي هو وضع خطة ًستراتيجية وأهداف واضحة لا أتنازل عنها بسهولة بل أتحدى ذاتي لتحقيقها.
-لماذا إخترت دراسة الطب ،هل هو الشغف أم الرغبة في مساعدة الآخرين؟
على مقاعد الدراسة وفي كل المراحل كنت من الفائقات، طالبة مجتهدة وشغوفة بالتحصيل العلمي، نعم مدركة لصعوبة المجال لكن "الإنسان" كان هو الطاغي على شخصيتي والطب من أهم مجالات العلم والحياة في أن تكون على مقربة مباشرة من مساعدة الناس.
-لكن ما عرفته بأنك واجهت الكثير من التحديات والصعوبات ولم يكن طريقك مفروشاً بالورود؟وأن الكثيرين إنسحبوا من منتصف الطريق ولم يكملوا دراستهم؟
فعلا وهذه حقيقة ، الكثيرين من الطلبة سواء في دفعتي أو الدفعات التي سبقتنا توقفت بهم العجلة وآثروا التراجع وعدم المواصلة، مهنة الطب تستنزف الكثير من طاقة الإنسان وجهده كونها علمياً من أصعب المجالات المتخصصة، ناهيك عن عدم وجود نقطة نهاية إنما مجال يعتمد في المقام الأول على الاكتشافات والبحوث الجديدة المستمرة وبالتالي على طالب الطب او المتخصص مواكبة هذا التطور المستمر والآني.
-نتوقف عند هذه النقطة ،بماذا تنصحين من يريد دراسة الطب ويخشى عدم تمكنه من اكمال الطريق؟
المسألة لا تتوقف على مجال الطب فقط بل هي نصيحة مباشرة بأن يختار الفرد المهنة التي يحبها ويميل نحوها ،لا تجعل الآخرين يفرضون عليك ما يريدونه هم فيدفعونك قسرا نحو تخصص لا تحبذه لأنك بذلك ستكون الخاسر الأول،إختر ما يناسبك وإتبع الشغف الذي يقودك سواء في مجال مهنة الطب أو غيرها.
-ترأسين قسم الطوارئ في المستشفى الأميري وتعملين ضمن الصفوف الأولى في مواجهة انتشار فيروس كورونا كيف تقيمين جهود وزارة الصحة في مواجهة الوباء منذ ظهوره؟
جهود جبارة ومنظومة صحية متماسكة في وقت أن دول كبيرة وعظمى فقدت السيطرة وإنهارت منظوماتها الصحية،اكثر من عام ووزارة الصحة تهتم بعناية فائقة واهتمام مباشر وتواكب المستجدات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية ومن ثم تشرع القوانين واللوائح التي من شأنها الحفاظ على الأمن الصحي في البلد وحماية أرواح البشر من تفشي الوباء.
-ماذا تقولين لمن هم في الصفوف الأولى..!
لن توفيهم الكلمات ولا حتى عبارات الإطراء ،أنتم في الخطوط المباشرة لمواجهة الوباء،بذلتم جهودا جبارة على الصعيد النفسي والبدني والأسري،ضحيتم بالروح والبدن ،كل حرف ينطق لكم بكلمة شكرا كنتم وستظلون الخط الأمامي في التصدي لإنتشار الحالات وإزدياد ارتفاع الحالات،"الله يعطيكم الصحة والقوة والصبر والتحدي والتحمل" ومواصلة العطاء للتصدي للجائحة.
-كيف تقيمين المشهد في ظل هذا الإرتفاع في اعداد الإصابات؟
للأسف الوضع مقلق جدا، لقد وصلنا إلى أرقام مخيفة لم نصلها في ذروة الجائحة العام الفائت لكننا بلغناها في ذروة الموجة الجديدة الأشد فتكا من قبل فيروس كورونا المتحور،ما يجعنا نشعر فعلا بالقلق هو الحالات التي يتم ادخالها العناية المركزة وما يقابلها من حالات وفاة، المسألة لا علاقة لها بالتاريخ الطبي او المرضي لأن الاصابة بالفيروس لا تعني تجاوزه بل ربما تكون هناك انتكاسة حتى لمن لا يعانون امراضا مزمنة.
-نعود لدعم أسرتك لك سواء في الدراسة او بعد التخرج؟
أسرتي وعائلتي وأصدقائي الداعمين الرئيسيين لي،تحملوا تبعات الغربة والدراسة وايضا ساندوني بعد التخرج ،هم الظهر والسند بالنسبة.
-دراسة ووظيفة وعائلة ..وكأنك فقدت المتعة في ممارسة هواياتك الأخرى؟
فعلا وسط الانشغال المستمر في محطات الحياة اكتشفت كم يحتاج الإنسان الى تخصبص وقت معين لنفسه يلتقي فيه الأصدقاء ويمارس من خلاله هواياته.
-لكن يوجد اتهام بأن الأطباء وربما "الطبيبات" على وجه الخصوص قد تسرقهن المهنة من أنفسهن..تعليقك؟
غير صحيح ويوجد الكثير من الأطباء الناجحين سواء في المهنة او خارجها،وبالنسبة للطبيبة الكويتية فهي ما تزال محافظة على مكانتها المجتمعية وأناقتها وتهتم بشخصيتها ومظهرها بدرجة كبيرة.كما أن الفتاة الكويتية أثبتت جدارتها وقدرتها بأن تكون رائدة في مختلف المجالات وتعتبر نموذجا يحتذى به خليجيا وعربيا وحتى عالميا.
كلمة أخيرة؟
متفائلة جدا بأن الله سيفرج عنا عاجلاً ويخلصنا من الوباء ونعود للحياة الطبيعية ،وبالتطعيم وتلقي اللقاح سنكون صفا واحدا في مواجهة الفيروس والتخلص من الجائحة.