عميد المعهد العالي للفنون المسرحية
د. علي العنزي: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب...فخر ومسؤولية!
- لولا الجائحة لما أبصر الكتاب النور، شكسبير كتب " ماكبث" خلال جائحة "الطاعون"
- الكتابة تحتاج إلى عصف ذهني ربما لا يتحقق إلا في لحظات التأمل
-التعليم عن بعد كانت تجربة ناجحة...رب ضارة نافعة
"بريق الدانة"- خاص:
إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات عميد المعهد العالي للفنون المسرحية واستاذ النقد والأدب المسرحي الدكتور علي العنزي بحصوله على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2020 في مجال الآداب فئة الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية وذلك عن إصداره المقروء" آثار على رمل ساخن...المنسيون في الرواية الخليجية المعاصرة" ، تميز الكتاب في الجهد الكبير والواضح في عملية البحث والتنقيب والقراءة الدقيقة بالكثير من الروايات الخليجية وسبر أغوار الشخصيات المهمشة والمنسية من وجهة نظر أكاديمية وبلغة أدبية رصينة.
بداية نبارك لك حصولك على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب اللغوية والنقدية ونتوقف عند الكتاب الفائز " آثار على رمل ساخن...المنسيون في الرواية الخليجية المعاصرة" ، السؤال : من هم المنسيون في كتاب الدكتور علي العنزي؟
النقد يقوم بالدرجة الأولى على المصطلحات ، والناقد من دون مصطلحات لا يمكن إعتباره ناقدا، المنسيون مصطلح نقدي يقابله المهمشون ، والمهمشون والمنسيون هم أبطال الروايات ، والرواية اصبحت هي الملكة المتوجة بين الأجناس الأدبية، وامبراطورة الأدب والمهيمنة، وبالتالي هذه الرويات لها قصص، منذ مائة عام بات أبطال الروايات ليسوا الملوك والأباطرة كما يحدث في القرون السابقة بل بات الأبطال " أنا وأنتم" الانسان الذي يكافح ويقاتل، فالمنسيون في الرواية الخليجية هم الشخصيات التي كتبت عنها الأعمال الروائية خلال المائة عام الماضية، دائما تكون الشخصية المنسية تتسم بالبساطة ورغم ذلك تكون مكافحة ويوجد شرائح كثيرة في المجتمعات الخليجية سيطرت على الأدب ، على سبيل المثال في الكويت هناك سرد كبير للإنسان الكويتي الذي يقرر يوماً ما الهجرة نتيجة عدم وجود مكان له في المجتمع، في المملكة العربية السعودية تجد الإنسان الأسمر القادم من افريقيا وكلاهما في المجتمع يعتبران شخصيات منسية، هناك أيضاً من الشرائح على مستوى سلطنة عمان تجد القادمين من الضفاف الخليجية الأخرى يعيشون حياتهم بشكل مختلف رغم اندماجهم في المجتمع، هؤلاء المنسيون والذي إصطلح على تسميتهم بالمهمشين في المجتمعات.

كيف تمكنت من إصدار الكتاب في ظل جائحة كورونا؟
لولا الجائحة لما أبصر هذا الكتاب النور، شكسبير أفضل كاتب مسرحي في العالم كتب أفضل عمل لديه " ماكبث" خلال انتشار وباء الطاعون، الكتابة تحتاج الى وقت وفسحة يمنحا الزمن، الكتابة تحتاج إلى عصف ذهني ربما لا يتحقق إلا في لحظات التأمل، ومشاغل الحياة غالباً ما تقف حجر عثرة أمام الكاتب حتى يكتب.
وفيما يتعلق بالمصادر والروايات التي استندت عليها في الكتاب خصوصاً وأن الحياة كانت شبه معطلة؟
عملية الكتابة كانت شاقة وكنت اضطر لمواصلة الكتابة حتى السادسة صباحا، ورغم ذلك كنت أعتبر ذلك من الأمور الإيجابية كوني أشغل فراغي في جانب مسل، بلا شك البحث عن المراجع والمصادر يشكل جانباً مهماً خصوصاً في مجال البحث العلمي، لا أخفيكم وجدت ضالتي في عشرات الكتب في مكتبتي المتواضعة التي يتجاوز عمرها العشرين عاما وهي ثرية بأمهات الكتب ، وما يتعذر العثور عليه من روايات فالتكنولوجيا الحديثة تمكنك من اقتنائها من خلال المتاجر الالكترونية.
يشهد الجميع بالقفزات النوعية التي شهدها المعهد العالي للفنون المسرحية وما يزال تحت عمادتك، نتوقف عند التعليم عن بعد؟
طوال فترة الجائحة كنت أقف على شبابيك المنزل وأنظر إلى الحياة المتوقفة، ينتابني شعور بالحزن والألم حيث لم يراودني أدنى شك بأنني سأواجه هكذا مشهد في حياتي، لك أن تتخيل حجم التساؤلات التي تدور في رأسي كوني عميداً لكلية دراسية ولدينا في المعهد دراسة تعتمد على اللقاء الكوني على خشبة المسرح ، كيف سنتغلب على ذلك ، خصوصا وأن المعهد واعضاء هيئة التدريس والطلبة لم نكن مهيئين للتعليم عن بعد ، لكن بفضل دعم المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد والذي منح القياديين في الدولة الضوء الأخضر بأن لا تتوقف الحياة التعليمية أفرزت الاجتماعات مع مجلس الوزراء والقيادة التربوية قرار التعليم عن بعد وكانت تجربة ناجحة رغم ما واجهناه من سلبيات فرب ضارة نافعة، سأتوقف هنا لأذكر بأن الكويت عرفت من خلال المسرح الذي يتفق عليه بأن المصدر الأول لبناء الإنسان، ولطالما كان المسرح هو الواجهة الثقافية للبلد ويشار إلى الكويت على أنها البلد المصدر للثقافة والآداب والتربية والقيم لذا يجب على الجهات المعنية مضاعفة مسؤولياتها تجاه توفير الدعم لهذا الجانب الأكاديمي وأن يعود إلى عهده مشرقا مصدراً للثقافة.
نتحدث عن المهرجان التاسع للمسرح الأكاديمي الذي أقيم قبل جائحة كورونا بفترة بسيطة؟
تميز المهرجان التاسع بأنه كان تنظيماً من الالف حتى الياء من قبل طلبة وطالبات المعهد حيث اسندت المهام إلى الطلبة لاشراف على حفلي الافتتاح والختام والتقديم وتحملوا المسؤولية "وبيضوا الوجه" أمام ضيوف المهرجان يتقدمهم وزير التربية السابق الدكتور سعود الحربي. كما اتسم المهرجان بالعرفان حيث تم دعوة مجموعة من الأساتذه الذين سبق أن كانوا اعضاء في الهيئة التدريسية أمثال الناقد المفكر الدكتور أسامة أبي طالب، الدكتور حسن خليل الذي كان يتولى اخراج الأوبريتات الوطنية التي تنظمها وزارة التربية بمشاركة الفنان شادي الخليج والموسيقار غنام الديكان.

من الإنجازات التي تحسب في عهدك إعادة افتتاح مبنى التلفزيون بعد ما يقارب سبعة أعوام من إغلاقه؟
مبنى التلفزيون ملحق في منشأة المؤسسة الأكاديمية منذ 2015 وتوقف لوجود بعض المخالفات المتعلقة بالمخططات وعدم ايفاء الاجراءات الادارية، وقررت التوجه ومعي مساعد العميد الدكتور حسين الحكم ورئيس قسم التلفزيون محمد الزنكوي توجهنا إلى وكيل التعليم العالي الدكتور صبيح المخيزيم وطرحنا عليه المشكلة ووجدنا منه كل الترحيب ومعالجة المشكلة بقرارات عاجلة وتنفيذية.