حقائق ومزاعم حول الخبز
- الكثيرون يرتبطون بالخبز فيما يمكن أن يسمى ب " علاقة " غير مستقرة . فإما أن يقبلوا عليه بنهم وشغف وإما أن يتجنبوه تماما . البعض قد " يتهم " الخبز على اختلاف أنواعه بأنه يفسد صحته . لكنه مع ذلك يعد من أهم مصادر السعرات الحرارية في نظامنا الغذائي .
صحيح أن الخبز يزود أجسامنا بالنشويات والألياف والفيتامينات والمعادن ، والتي قد تفتقر لها الغالبية ،بما فيها الحديد وحمض الفوليك ، غير أن عددا من خبراء التغذية يلقي باللائمة على هذا الطعام المغذي كونه السبب الرئيسي وراء البدانة وغيرها من المشاكل الصحية ، بينما آخرون يرفضون هذه الإدعاءات . ترى ... ما هي الحقيقة ؟؟ وأي تلك المزاعم ليست سوى مفاهيم خاطئة؟؟
إن كنت من عشاق الخبز وغيره من الحبوب المكررة ، فلربما تكون هي السبب في زيادة وزنك . تقول خبيرة التغذية هيثر بوير ، التي شاركت ( كيتي ماثيوز ) في تأليف كتاب ( الخبز .. الغذاء المراوغ ) : عندما تشعر بالتعب والجوع أو التوتر ، فإن أول ما تصل إيه يداك هي منتجات الخبز ، وليس الجزر أو الخيار . والمشكلة أنك كلما أكثرت من تناول الخبز ، ازدادت رغبتك بأكل المزيد .
رغم أن كتاب (بوير) أثار ضجة ،وأضفى على الخبز سمعة رديئة ،إلا أنها أوضحت أن العنوان يشير إلى الخبز الأبيض ، والبسكويت الهش والكعك المملح وغيرها من الحبوب المكررة التي تتضارب مع الرشاقة وإنقاص الوزن . وهو أمر محفز ، لأن الأبحاث تؤكد أن تناول الحبوب الكاملة ( التي تشمل عددا من منتجات الخبز ) يعد أفضل وسيلة لإنقاص الوزن .
في إحدى الدراسات اتضح أن الأشخاص الذين يتبعون حمية منخفضة السعرات الحرارية اشتملت على الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر ، خسروا نسبة كبيرة من دهون البطن، أكثر من هؤلاء الذين اعتمدوا في غذائهم على الحبوب المكررة ( الخبز الأبيض ، والأرز الأبيض ).
وبشكل عام يفضّل خبراء التغذية الحبوب الكاملة كونها تزود الجسم بمعدل أكبر من الفيتامينات والمعادن والألياف . ولكن مع ذلك يجب الانتباه .فالإفراط في تناول خبز القمح الاسمر يمكن أن يضيف بضعة أرطال إلى وزنك .
ثمة أبحاث تربط ما بين الخبز الأبيض وزيادة احتمالات الإصابة بمرض السكري – 2 ، الذي يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل حاد مما يؤدي بالتالي إلى تلف الأوعية الدموية وأعضاء الجسم .
إن تناول أي نوع من النشويات يعمل على زيادة معدل السكر في الدم و يثير إفراز الأنسولين . غير أن السكريات والحبوب المكررة ترفع السكر بالدم بشكل أسرع مما تفعل النشويات المركبة ، ومنها تلك التي توجد في البقول والخضار . توضح د. (هيلاري رايت) مؤلفة كتاب ( حمية صحية طبيعية للمرأة المصابة بمتلازمة المبايض ) بقولها : يتم هضم النشويات المركبة بشكل بطيء . لذا فإن قدرتها على زيادة السكر تكون محدودة . وهو أمر مهم بالنسبة لمرضى السكر من الفئة الثانية حيث ترفض الخلايا الأنسولين مما يسبب ارتفاع السكر . ولشدة إرهاق الخلايا التي تفرز الأنسولين تتعرض للتلف ويفقد الجسم قدرته على تكوينه .
وتضيف د. رايت ": تقترح الأبحاث العلمية تقليص استهلاك الحبوب المكررة كالخبز الأبيض ، مع تناول المزيد من الحبوب الكاملة مما يعمل على تخفيض مقاومة الأنسولين ، ويساعد في الوقاية من السكري – 2 .
بعض الأشخاص لا يحتمل الغلوتين بسبب داء السيلياك إذ يقوم جهاز المناعة بتعريف الغلوتين على أنه مادة ( خطيرة) مما يسبب رد فعل حيث يهاجم الجسم أنسجته . وتجد الأمعاء صعوبة في امتصاص المواد الغذائية من الطعام . وبالنسبة لهؤلاء ، يجب عدم تناول كل مصادر الغلوتين – التي توجد في الخبز أيضا .
- الكمية الكافية من الخبز :
من الممكن أن تعتمد على حمية صحية خالية من الخبز طالما أنك تختار بدائل أخرى كالأرز الأسمر والفاصوليا والفواكه والخضار والحبوب الكاملة لتعويض العناصر الغذائية التي توجد في الخبز .
إن لم تكن بحاجة لإلغاء الخبز من نظامك الغذائي ، فلا بد من إدراجه ضمن حمية متوازنة .
عادة ما يحتاج الأشخاص الذين يتبعون خطة غذائية تحتوي 2000 سعرة حرارية ،إلى ست حصص في اليوم ( حوالى 6 أونصات ) من الحبوب ، وتشمل ( الرغيف بأنواعه والصمون والباستا والتوست وحبوب الإفطار والشوفان ) . ويجب أن تكون نصف الحبوب من النوعية الكاملة .
ولتقليص الكمية يجب الإكثار من استهلاك الألياف ، واختيار شرائح التوست الرقيقة والمافن الإنجليزي أو أنواع الخبز التي يكتب عليها ( حبوب كاملة ) ، مع الإنتباه أيضا للألوان . إذ ليس من الضروري أن يكون اللون الداكن دليلا على أن التوست محضر من القمح الأسمر . لذا ، من المهم قراءة ملصق المحتويات .
