محامية تبحث عن تحقيق العدالة...عشقت الرسم وتنتظر مشروعها كمصممة ازياء
مي الكندري: للمعلم والطالب حقوق وواجبات يجب احترامها
- إنني كمحامية شريك رئيس مع الدولة في تحقيق العدالة
- المحامي الجيد ليس شرطا أن تكون الأحكام في صالحة ، لأن تقدير الحكم يظل في يد السلطة القضائية.
- المرأة بصورة عامة اثبتت منافستها الشرسة للرجل في كافة الميادين
- المحامي أو المحامية هو فرد مسؤول عن إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة وليس في صالحه تأطير نفسه
"بريق الدانة"- خاص: تصوير/ بدر الصراف
ألقت المحامية الشابة مي الكندري بالمسؤولية المشتركة على المعلم والطالب مع بداية العام الدراسي ووجهت بضرورة معرفة كل طرف حقوقه وواجباته من أجل تحقيق العدالة المطلوبة، كما تحدثت في حوارها مع " بريق الدانة" في الكثير من الموضوعات التي تخص مهنة المحاماة إلى جانب هواياتها الأخرى في تصميم الأزياء ولغة الجسد والرسم ، مع المحامية الشابة مي الكندري كان الحوار التالي:
- اختيارك لمهنة المحاماة هل هي رغبة أم مهنة للوجاهة أم البحث عن تحقيق العدالة؟
مهنة المحاماة تصنف من المهام والمسؤوليات الشاقة والحساسة وبالتالي وجود الرغبة لإمتهان المهنة يأتي في مقدمة الأولويات ، السعي من أجل نصرة المظلوم والبحث عن العدالة وتحقيقها هي رغبات معززة بالنسبة لي لأني كمحامية شريك رئيس مع الدولة في تحقيق العدالة.
- بما أننا بدأنا الموسم الدراسي الجديد، كيف يكفل القانون الكويتي حق الطالب وحق المعلم ؟
لكل منهما حقوق وواجبات. من حق الطالب أن يحظى بساعات تعليم وتدريس مستحقة وبما تدعوه رسالة المعلم والمربي من دون اللجوء إلى أساليب جرمها القانون مثل الضرب وخلافه، وفي المقابل على الطالب احترام معلمه وتقديره وابداء حسن التعامل معه.
- هل الدراسة على مقاعد الجامعة كفيلة بتأهيل المحامي أم الممارسة على أرض الواقع هي التأهيل الحقيقي؟
ليس من العقل تجاهل دور الجامعة لأنها تساعد طالب المحاماة على تنمية قدراته في الفكر القانوني وما يتضمنه من معرفة الحقوق والواجبات في مختلف القضايا، لكن تبقى الممارسة الفعلية على أرض الواقع تكسب المحامي خبرة أكبر ناهيك على أن مهنة المحاماة لا تقتصر فقط على إعداد المرافعة والترافع أمام القضاء انما توجد مهام ادارية مهمة جداً تتعلق بكل قضية.
- هل تؤيدين استقرار المحامي في مكتبه الخاص بعد التخرج مباشرة ام العمل كمتدرب في مكاتب استشارية أخرى؟
ضمن مواد قانون مزاولة مهنة المحاماة لا بد أن يخضع المحامي حديث التخرج للتدريب لمدة عامين يتدرج خلالها من محامي" أ" إلى محامي" ب" حتى يسمح له بمزاولة المهنة ، فترة التدريب تحت قيادة محامين مخضرمين ينعكس إيجاباً على المتدرب.
- لو أردنا تقييم مستوى المحامين الكويتيين ماذا تقولين عنهم؟
هناك نماذج مشرفة ومتميزة تدعو للفخر والإعتزاز، المحامي الجيد ليس شرطا أن تكون الأحكام في صالحة ، لأن تقدير الحكم يظل في يد السلطة القضائية وهي خير من يقدر اظهار الحق ، لكن تبقى لكل محام صفات معينة منها الإجتهاد والفراسة والذكاء.
- في بعض الفترات كنا نسمع عن وجود أفضلية للمحامي الرجل على حساب المحامية المرأة...تعليقك؟
المرأة بصورة عامة أثبتت منافستها الشرسة للرجل في كافة الميادين ، وفي مهنة المحاماة حققت نجاحات عديدة والمتابع للسنوات الأخيرة يجد الكثير من الأسماء النسائية برزت في مهنة المحاماة وأصبحن يحظين بالإحترام ، كما أن مجموعة كبيرة من النساء يجدن الراحة في البوح عن أسرار وتفاصيل قد يواجهن حرجا في البوح بها أمام المحامي الرجل ، مما يساعد المحامية في إيصال ما تريده للقاضي بشكل جيد.
- إلى أي نوع من القضايا تميل المحامية مي الكندري؟
تشدني القضايا الجنائية خصوصاً التي أستشعر فيها بوقوع ظلم على المجني عليه، لكني كمحامية أمارس مهنتي باحترافية وتجدني متواجدة في كافة القضايا بأنواعها، لأن من أهداف مهنتي تحقيق العدالة، أتذكر قبل فترة تطوعت للدفاع عن المجني عليه وهو شاب فقد حياته على يد والده في قضية "ضرب أفضى الى الموت"، ترافعت عنه وكأنه ولدي .
- أفهم من إجابتك بأنك تعارضين تخصص المحامي في قضايا معينة مثل الأحوال الشخصية-التجاري-الجنايات؟
لست في مكان لفرض وجهة نظري لكني أجد بأن المحامي او المحامية هو فرد مسؤول عن إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة وليس في صالحه تأطير نفسه في نمط واحد من القضايا حتى لا يفقد تشعبه بالقضايا الأخرى .
- لماذا يعتقد بأن محامي القضايا الجنائية أكثر احترافية من باقي المحامين المتخصصين في التجاري وغيرها؟
وجهة نظر ليست في محلها، إنما المتعارف عليه من أساسيات محامي القضايا الجنائية تمتعه بالكاريزما وقدرته على الترافع بصوت عال ، وفراسته وحنكته كما أنه يحظى بشهرة كون أن هذا النوع من القضايا يعتبر تحت الأضواء على عكس القضايا الأخرى ومنها قضايا الأحوال الشخصية تتطلب السرية.
- مهنة المحاماة في الكويت تعتبر مهنة ذات مردود مادي أم العكس؟
ذلك يتوقف على حسب كفاءة المحامي والسمعة الجيدة التي يحظى بها والثقة التي هي أساس ممارسته للمهنة، المقابل المادي ليس كل شيء بل سبق أن بادرت شخصيا للتطوع والترافع في بعض القضايا لعجز أطرافها تحمل التكاليف المادية للدفاع عن أنفسهم ولدي شعور بأنهم مظلومين.
- ما الدور المطلوب من قبل جمعية المحامين ممثلة بالمحامين والمحاميات في توعية المجتمع؟
أعتقد بأن الجميع يسعون إلى توعية المجتمع بالقانون والحقوق التي يجب ان يتمتع بها الفرد وقد تكون خافية عنه ، كما أن جمعية المحامين ممثلة بأعضائها يحرصون دوما على التوعية عن كل قانون جديد تم تشريعه أو اقراره.
- وهل تعتقدين بأنها "جمعية المحامين"حاضرة بقوة في غالبية القضايا المجتمعية؟
بالتأكيد لها حضورها المتميز من خلال المشاركات واقامة الندوات والتوعية المستمرة الى جانب دورها الرئيس في محاربة أدعياء المهنة.
- ما أبرز القضايا التي تهدد المجتمع الكويتي ؟
من وجهة نظري بأن الجرائم الإلكترونية تشكل مساحة كبيرة من القضايا التي وجدت سبيلها الى ساحة القضاء ، وللأسف رغم الحملات التوعوية التي ننادي بها ونشارك فيها ما تزال هناك فئة ليست بسيطة تسيء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ويوجد جهل كبير في طبيعة القانون وعواقبه ، للأسف الكثير من " خراب البيوت والسب والقذف والشتائم والإفتراءات والفضائح ما تزال مستمرة ".
- يلاحظ ان بعض المحامين يتطوع للمشاركة في بعض قضايا الرأي العام علما بأن الحكم فيها قد يكون محسوماً مسبقاً،هل تعتقدين بأنها بحث عن ( الشو) الإعلامي وهل تؤيدين ذلك؟
ليس بالضرورة ... هناك قضايا تستدعي المحامي وتستفزه فمشاركته التطوعية لا تمثل عيبا ، خصوصا في حال كان يؤدي دوره على أكمل وجه ، محاولته ابراز نفسه وتبيان دوره يظل حق من حقوقه.
- بعيدا عن الإعلام من هي مي الكندري؟
في المهنة انسانة جادة قليلة الإبتسامة ، وخارجها تجدني انسانة عادية وطموحة.
لدي عدة هوايات في مقدمتها تصميم الأزياء والرسم والقراءة والإطلاع والتبحر في التنمية البشرية ولغة الجسد ، وضعت لنفسي مجموعة أهداف أسعى لتحقيقها ، لكني فضلت الحصول على شهادة جامعية للمستقبل فاخترت المحاماة.
- كيف تقضين يومك العادي خارج المهنة؟
اكره الروتين اليومي لذا فضلت عدم العمل في وظيفة حكومية.
أسير نحوه بخطى متأنية ، الحمدلله أجيد الرسم والتصميم لكني أعمل رويدا رويدا.