نصحت بضرورة مراعاة الجوانب النفسية مع الطلبة لعودة جيدة للمدرسة
د. سحر العلي: اعرفوا قدرات أبنائكم ولا تحملوهم فوق طاقتهم
- ضرورة مشاركة الطالب في أن يكون جزءاً من الإستعداد للعودة للمدرسة
- أنصح المعلمين بإعطاء انطباع جيد من خلال التعريف عن نفسه والتعرف على أسماء الطلبة وتكوين علاقة محبة واحترام.
- الدول الغربية تهتم بالموهوب، الأسرة تحتضنه، والمؤسسات تدعمه
"بريق الدانة" – خاص:
مسؤولية مشتركة بين وزارة التربية والأسرة من أجل تهيئة الأبناء لاستقبال العام الدراسي الجديد من دون مشكلات ، هذا ما أكدته الاستشارية في الصحة النفسية الدكتورة سحر العلي التي شددت بضرورة اتباع نظام تدريجي لمفهوم حياة جديدة يساعد على التخلص من بعض العادات في الإجازة الصيفية مع بدء العودة للمدارس ...مجموعة نصائح من ذهب قدمتها د.العلي إلى " من يهمه الأمر " ..
- ما المسؤولية الملقاة على عاتق الأسرة في تهيئة ابنائهم مع بداية الموسم الدراسي الجديد؟
أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين وزارة التربية والأسرة، تقع على عاتق وزارة التربية مسؤولية مباشرة بدءا من مرحلة الحضانة مرورا بالإبتدائي وباقي المراحل الدراسية بما فيها الجامعة، أما الأسرة لا بد من أن تدرك بأن العودة من الإجازة الصيفية الطويلة يعني العودة الى نظام جديد يجب إتباعه والإلتزام به يكون بمثابة إعادة ترتيب مضمون الحياة من حيث النوم مبكرا والنهوض مبكرا والذهاب للمدرسة والتوجه للعمل وتلبية حاجيات المنزل والعائلة مما يساعد في التخلص من بعض العادات مثل " الكسل – اضطراب النوم-الفراغ وهذا لا يتم دفعة واحدة إنما بشكل تدريجي كل بحسب ظروفه الاجتماعية، فالطالب يجب أن يدرك بأنه أمام مجموعة أهداف يجب تحقيقها بمساعدة أسرته أو الفرد المعني بالإهتمام به، مثال أن يضع ولي الأمر هدفا محددا لكل مرحلة دراسية بمعنى المرحلة الابتدائية هي بداية لغرس مبدأ التعليم، المرحلة المتوسطة هي مرحلة الإنتقال إلى مرحلة أكثر جدية، المرحلة الثانوية هي فيصل تحديد المستقبل وهكذا.
- كيف يمكن التخلص من الشعور بعدم الرغبة في الدراسة؟
توجد الكثير من العوامل " وضع الطالب في الجو" منها عدم مفاجأته بالتعليمات الجديدة وتهيئته بالإستعداد قبلها بشهر مثل تنظيم الوقت وتعديل مواعيد النوم وقضاء وقت في قراءة بعض الكتب من أجل تنشيط الذاكرة، وأيضا الاستعداد للقاء الأصدقاء في المدرسة. إلى جانب حرص الأسرة على التذكير بالأمور الإيجابية والابتعاد عن السلبية وبث الطمأنينه بأن المرحلة المقبلة لن تمنعه من ممارسة الأمور التي تشعره بالمتعة لكن بشكل أكثر تنظيماً، إلى جانب ضرورة مشاركة الطالب في أن يكون جزءاً من الإستعداد للعودة للمدرسة مثلا في شراء أدوات المدرسة وخلافه.
- هل الرغبة أو عدم الرغبة للدراسة يعود إلى جوانب نفسية؟
بالتأكيد خصوصاًعندما تمارس عليه ضغوطات وعبئا نفسيا وبدنيا مضاعفا يفوق طاقته الاستيعابية او الشعور بأنه يجب أن يتفوق ويحقق رغبة أسرته في الظهور بمستوى ممتاز أو يصبح طياراً او مهندساً او طبيباً وهو يعتقد بأن ذلك يفوق قدراته وإمكانياته، لذا يلجأ بعض الطلبة إلى حيل نفسية للهروب من الضغوطات منها التسمر لساعات أمام الكتاب من دون يقرأ كلمة واحدة، الانشغال الوهمي بالدراسة وغيرها من الإدعاءات الكاذبة التي تكون محصلتها صفر ، نعم النجاح مهم لكن يجب مراعاة الفروق الفردية بين قدرة كل طالب عن الآخر بل التعامل معه بحسب رغبته وقدرته العقلية والعاطفية والنفسية.لأن هناك طالب يسعى لللنجاح وآخر مطالب بالتفوق.
- ما الدور الذي يقع على عاتق المعلمين مع بداية العام الدراسي؟
دائما يظل اليوم الأول مختلفا بالنسبة للطالب ، هل سألتقي أصدقائي في نفس الفصل؟ هل المعلم الذي أحبه سيكون موجودا؟ لذا أنصح المعلم بإعطاء انطباع جيد من خلال التعريف عن نفسه والتعرف على أسماء الطلبة وتكوين علاقة محبة واحترام ورصد الانطباعات الجيدة وتسجيل الأهداف والترغيب في الدراسة وبث الروح الإيجابية ، واشراك الطلبة في فيديوهات ملهمة ومحفزة.
- في اعتقادك لماذا نسمع عن طلبة" نوابغ "في الغرب على عكس الشرق؟هل تركيبة العقل والدماغ مختلفة مثلا؟
أعتقد بأن ذلك يعود الى إيمان الدولة بالمواهب البشرية في مختلف المجالات وليس فقط " علمي وأدبي" ، في الغرب الدولة تهتم بالموهوب، الأسرة تحتضنه،المؤسسات تدعمه، توجد مدارس متخصصة في صقل الموهبة التي يتميز بها الفرد.
- يحرص غالبية أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم في دروس تقوية او فصول مسائية او اللجوء للدروس الخصوصوية ناهيك عن المتابعة المنزلية الا يشكل ذلك ضغطا على الطالب الطفل؟
بالتأكيد واعتقد المسؤولية تقع على عاتق المنظومة المدرسية وهي الاصل حتى لا نضطر للجوء الى ايجاد مدرسة أخرى ترهق الأسرة والطالب ماديا وبدنيا وذهنيا.
- يكتسب بعض الأطفال سلوكاً عدوانياً في المدرسة .ما أسباب ذلك ؟
للأسف السلوك العدواني في المدرسة أصبح ظاهرة عالمية تجاوزت بين الطلبة إلى الطلبة والمعلمين وممتلكات المدرسة ، يجب إعادة صياغة المفاهيم وتعريفها، فالسلوك العدواني هو كل محاولة إلحاق الأذى والتلف والتخريب، والإعتداء بوسائل مختلفة مثل اللفظ والضرب أو الغضب او التسبب في مشكلة بين طرفين،وهناك عدوان سلبي مثل العناد أو التدخل بما لا يعنيه، والأسباب تختلف بحسب البيئة التي نشأ فيها الطفل مثل تشجيع الأسرة للطفل وتحريضه على ارتكاب مثل هذا السلوك العدواني، المشاكل الأسرية ، غياب احد الوالدين، الى جانب الأسباب المتعلقة بالمدرسة كعدم إنصاف المعلم للطلبة، التمييز في التعامل، وجود مجموعة من العدوانيين في فصل واحد،عدم وجود اختصاصي اجتماعي يراعي الجوانب النفسية عند الطالب مثل الإنهزامية وضعف الشخصية وغيرها .
- ما هي الحلول للسلوك العدواني؟
أولا يجب ان نحدد الأسباب التي أدت بالسلوك العدواني عند الطالب ومن ثم تتضافر الجهود من أجل انقاذ الطالب نفسه واعتباره كينونة يجب التعامل معها ، منها الاهتمام بالانشطة الصفية واللاصفية، التعرف على سمات كل مرحلة عمرية" طفل- مراهق- بالغ" ، إيجاد القدوة الحسنة في التعامل مع الطالب.
- نسمع كثيراً عن تعلق" الطالب - الطالبة " بالمعلم بشكل مبالغ فيه .هل هذا الأمر يستحق التوقف عنده أم يعتبر أمراً عادياً؟
هي ظاهرة مجتمعية طبيعية تعود إلى مثالية المعلم، الدراسة تقول بأن مبدأ الإعجاب أو التعلق يترواح ما بين سن 6-15 عاماً ومن ثم تبدأ بالتراجع تدريجياً أو تختفي، وفي احصائيات أخرى ذكرت بأن الطالبات هن أكثر تعلقاً لطبيعة وسيكولوجية المرأة وأعتقد بأن الأمر يتعلق بإسلوب " المعلم-المعلمة".
- أحيانا يشعر الطفل بإنطوائية ويعيش عزلة في الفصل هل الأمر يتعلق بالبيئة المحيطة في البيت ؟
هذا يعود إلى افتقاده الأمان ، فيهرب للإنطوائية ليحصل على الأمان الذي يبحث عنه، وهنا تقع المسؤولية على الأسرة التي يجب إعادة الثقة إليه وتعزيزها بكل قوة في شخصيته ، وأيضا مسؤولية المعلم في حال شعر بوجود طفل انطوائي يجب عليه التواصل مع المرشد الاجتماعي واعادة الثقة إليه.
- تسعة شهور مضت وثلاثة شهور مقبلة نستقبل بعدهاعاما جديدا ، كيف يمكننا ان نعيش فترة تفاؤل جيدة؟
يجب أن نتوقف عند الشهور التي مرت بكل تفاصيلها ، الاستفادة من تجاربنا ، وتحديد أهدافنا الجديدة والتفاؤل بقدوم مرحلة مقبلة نجني ثمارها مستقبلاً.
?