الفنان التشكيلي يحيى سويلم:
الحركة الفنية التشكيلية في الكويت رائدة وسباقة
- المرأة أساس المجتمع وصانعة الأجيال
- الفن عملية متكاملة، ولا أؤمن بوجود مدارس فنية متعددة
- لا يوجد في الكويت نقد تشكيلي، وهذا يعد أمراً كارثياً
- عام 1976 حصلت على الجائزة الأولى في الحفر من جمعية الفنون التشكيلية الكويتية
"بريق الدانة" – خاص:
تمتد مسيرته في عالم الفن إلى أكثر من 40 سنة، فسواء كان رساماً أو ناقداً أو مؤلفاً، لايزال الفنان التشكيلي يحيى سويلم يتنفس حب الفن والفنانين الكبار الذين عاصرهم وكذلك الحاليين والذين يعتبرهم بمثابة أبناء له يمد لهم يد العون والمساعدة لإظهار موهبتهم من خلال المعارض التي ينظمها والتي تنحدر ضمن مسؤولياته وعمله في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وغاليري بو شهري. "بريق الدانة" استضافت الفنان التشكيلي يحيى سويلم في حوار عن البدايات والذكريات وواقع الفن التشكيلي في الكويت ودور المرأة فيه وغيرها من المواضيع.
هل لنا بنبذة عنك، نشأتك ودراستك؟
منذ صغري كنت عاشقاً للفن، لذلك فور تخرجي من الثانوية درست الزخرفة في كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة عام 1960 وحصلت على دراسات عليا في الفنون الشعبية. وقد عملت بعد تخرجي مباشرة ولمدة سنتين في الأزهر الشريف، حيث كنت أدرس مادة الفنون الإسلامية.
ماهو أول معرض أقمته ومتى كان؟
أول معرض أقمته كان بعد تخرجي مباشرة واستضافه أتيليه القاهرة، وزاره كبار الحركة الفنية التشكيلية في مصر ونظراً لتميز أعمالي منحتني مصر جائزة الدولة التشجيعية لأكون بذلك أصغر فنان في جيلي يحوز على هذه الجائزة (20 عاماً) ووصف النقاد معرضي ولوحاتي بأنها “غير تقليدية”. وبعد ذلك بفترة، وبالتحديد عام 1976 حصلت على الجائزة الأولى في الحفر من جمعية الفنون التشكيلية الكويتية وذلك بعد انتقالي للعيش في الكويت.
.jpg)
هل لك أن تحدثنا عن انتقالك إلى الكويت وتواجدك فيها لأكثر من 40 عاماً؟
جئت إلى الكويت عام 1967 وكنت حينها أبلغ 23 من العمر وفي البداية عملت مدرساً لمدة 14 عاماً، وفي الوقت نفسه لم أنقطع عن الرسم وكنت أقوم بعرض أعمالي الفنية في غاليري سلطان الذي تعود ملكيته لغازي ونجاة السلطان وأقمت معرضين كان آخرهما في عام 1980. بعد فترة من الزمن تركت مجال التدريس لألتحق بشركة بوشهري التي توسعت مهامي فيها بعد إنشاء قاعة بو شهري عام 1981 لتشمل تنظيم المعارض واستضافة فنانين محليين وعرب وعالميين وبالتحديد من تركيا والهند وبلغاريا وإيران وسوريا ومصر والأردن ولبنان.
ماذا عن عملك في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؟
بعد الغزو وعودة الهدوء والأمن إلى الكويت الحبيبة، طلبني المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للعمل معه وعملت بداية في قسم الفنون التشكيلية، حيث كنت أقوم بتصميم المطبوعات، وتنظيم العديد من الفعاليات من ضمنها معارض الفن التشكيلي داخل وخارج الكويت لفنانين محليين وعرب وعالميين. وفي هذه الفترة، قمت بتأليف كتابين، الأول بعنوان "ملامح الفن التشكيلي في الكويت" والثاني "معارض الربيع" التي كانت تقام سنوياً واستمرت لسنوات عدة.
عملك في غاليري بوشهري والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أبعدك عن ريشة الرسم، هل لاتزال تربطك علاقة وثيقة بالفن؟
بالطبع، فمسؤولياتي في غاليري بوشهري والمجلس الوطني تجعلني دائماً في دائرة الفن وعلى احتكاك دائم بالرسم والفنانين التشكيليين. وكنت أشبع رغبتي من خلال إعدادي لصفحة (أتيلييه) المتخصصة بالفنون في جريدتي "القبس" و"الصوت"، فضلاً عن حبي لاقتناء اللوحات وقد كنت محظوظاً باقتناء لوحات لبعض الفنانين الكبار ومنهم محمود سعيد وعبد الهادي الجزار وسيف ونلي وفاتح المدرس وأمين الباشا وفاطمة الحاج وغيرهم.
كيف ترى الساحة الفنية التشكيلية في الكويت؟
من المعروف أن الحركة الفنية التشكيلية في الكويت رائدة وسباقة في منطقة الخليج، فالساحة الكويتية خرجت أهم الفنانين المحليين والخليجيين والعرب واستضافت أشهر الفنانين العالميين على أراضيها. ولعبت المؤسسات الحكومية وبعض جمعيات النفع العام دوراً كبيراً في تقدم الحركة التشكيلية الكويتية وبالتالي ساهمت في أن يكون لها حضوراً عربياً وعالمياً.

كيف ترى المرأة الكويتية في مجال الفن التشكيلي؟
أراها نشيطة وفاعلة واستطاعت مقارعة نظيرها الرجل في عقر دار الفن التشكيلي وأبرز مثال على ذلك وجود عدد من الأسماء النسائية البارزة، كسمر الرشيد البدر، مي السعد، أميرة بهبهاني، وداد المطوع وغادة الكندري وغيرهم. وشخصياً أعتبر أن المرأة أساس المجتمع وصانعة الأجيال.
إلى أي مدرسة فنية تنتمي؟
الفن عملية متكاملة، فلا أؤمن بوجود مدارس فنية متعددة.
هل هناك حركة نقدية فاعلة في الكويت؟
للأسف لا يوجد في الكويت نقد تشكيلي، وهذا يعد أمراً كارثياً، خاصة أن الفن التشكيلي يتقدم عندما يكون هناك حركة نقدية موازية، لأن النقد التشكيلي الجاد يمنع اختلاط الحابل بالنابل، ويساعد الجمهور على الفرز بين العمل الفني الأصيل والمزيف.