"بريق الدانة" – خاص:
اعتبرت الوكيل المساعد للقطاع السياحة سابقاً والمدير العام لشركة ليدرز جروب وممثل منظمة السياحة العالمية نبيل العنجري أن الكويت أرض خصبة لتكون بلداً سياحياً من الدرجة الأولى حيث تتوافر فيها كافة المقومات لتصبح كذلك لكن يجب إقرار بعض التشريعات وتذليل العقبات لتحقيق الهدف المنشود الذي يتماشى والرغبة السامية لتحويل الكويت مركزاً مالياً واقتصادياً ، تفاصيل كثيرة توضحها وتشرحها العنجري التي لامست الواقع وتحدثت بكل شيء دون مبالغة او مجاملة.
نبدأ من المؤتمر الأخير الذي اقيم بحضور ورعاية معالي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله بالوكالة والمعني بتنشيط السياحة في الكويت..حدثينا عن التفاصيل؟
الملتقى كان ثمرة تلاقي الرؤى بين شركة ليدرز جروب كممثل لمنظمة السياحة العالمية وبين وزارة الشباب وقطاع السياحة ، وهو يسعى لتحقيق "عدة أهداف تخص الشباب وتنمية السياحة المستدامة في الوقت نفسه حيث ساهم في اثراء فعاليات احتفالية "الكويت عاصمة للشباب للعام 2017 ومواكبة استراتيجية الأمم المتحدة الجديدة لتمكين الشباب في التنمية المستدامة للعام 2030 وأيضاً احتفالاً بكون 2017 السنة الدولة لتنمية السياحة المستدامة ،وقد أقيم الملتقى برعاية كريمة وبحضور معالي الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة ، و تم تصميم "الملتقى الأول للسياحة والشباب الكويتي" ليكون بمثابة منصة شاملة تُعنى بفرص وآفاق توطين العلاقة بين اهتمام الشباب الكويتي كأصحاب مشاريع وافكار من جهة، وبين السياحة كرافد لعملية التنمية والمشاريع من جهة ثانية، وتبحث مدى ملاءمة مثل هذه المشاريع وامكانية تطويرها ، وذلك بمشاركة الجهات الحكومية المعنية وممثلي القطاع الخاص ومنظمة السياحة العالمية وذوي الخبرة".
كيف تقيمين الدور الذي تلعبه شركة ليدرز جروب في تفعيل النشاط السياحي في الكويت ؟
شركة ليدرز جروب لها دور أساسي وفاعل في تفعيل النشاط السياحي وذلك لكونها الممثل الوحيد والحصري لمنظمة السياحة العالمية ، حيث تقوم الشركة بإصدار التقارير السياحية الشهرية السنوية كما تعمل تنظيم الملتقيات السياحية التي تتوافق مع أهداف المنظمة ورؤيتها في تطوير مفوم صناعة السياحة .
سؤال مشروع ..هل الكويت بلد سياحي أم يمكن أن نصنع منه بلدا يستقطب السواح؟
الكويت يمكن أن تصنّف كبلد سياحي من الدرجة الأولى بالمكونات التي تمتلكها والفرص التي تجعلها واحدة من الوجهات السياحية في المنطقة إلا أنه يجب التغلب أولاً على المعوقات التى تقف أمام إحداث نقلة نوعية في هذا المجال وإيجاد حزمة من الإجراءات المدروسة و تشريعات وقوانين منظمة لصناعة السياحة، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن الكويت لديها العديد من المقومات التي تجعلها بلداً سياحياً جاذباً للسواح ومنها :
أولاً: البيئة الكويتية وما تتميز به من بيئة صحراوية وبحرية تشجع على إقامة منتجعات سياحية وعلاجية ومخيمات واستغلال الجزر الطبيعية في تنفيذ مشاريع تساهم في تشجيع السياحة .
ثانيا: المناخ الجيد الممتد إلى 7 أشهر في العام يعتبر مناسب لاستقطاب السياحة من الخارج ولا بد من الاستفادة من تلك الفترة وتنظيم الفعاليات الجاذبة للسياح أثناءها .
ثالثا: توفر الموارد المالية لدى القطاعين الحكومي والخاص والموارد البشرية من كفاءات وخبرات ما يمكنها من إدارة تلك المشاريع بتميز ، كما تمتلك بنية تحتية تكاد تكون جاهزة من طرق سريعة وجسور ومرافق وفنادق ومطاعم ومجمعات تجارية ورعاية صحية وبنوك ومطارات جديدة وأسطول طائرات حديثة تمكن الكويت من استقبال أعداد كبيرة من السياح ، الى جانب أن الكويت تمتاز بعدد من مناطق الجذب منها التاريخية من متاحف ومزارات ، بالإضافة إلى المراكز الثقافية المتعددة التي من شأنها أن تجذب الهواه وتوسع من النطاق السياحي بالإضافة للعديد من المشاريع التنموية منها ( مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي – متحف قصر السلام – القرية التراثية – أسواق المباركية – حديقة الشهيد - مركز عبد الله السالم الثقافي ...وغيرها ، فهي كبلد تتمتع بموقع استراتيجي كبوابة إلى قلب الشرق الأوسط وقربها من عدد كبير من الوجهات ، حيث بإمكان السائح اعتبارها كمحطة للترانزيت ( البري – الجوي ) .
ماهي الجوانب السياحية التي بمقدورنا العمل على تطويرها في مجالات المنشآت ، الفنون الرياضات..وغيرها؟
الساحة الكويتية الآن تشهد قفزات ملموسة في تطوير وخلق العديد من المشاريع الثقافية والفنية والترويحية والصحية وغيرها ، ومن خلال تحقيق رؤية سمو الأمير بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وثقافي إقليمي وأيضاً سياحي جاذب و يجسد طموحات أبناء الكويت وغالبية المشاريع التي تم إنجازها اليوم ومنها على سبيل المثال لا الحصر مركز عبدالله السالم الثقافي ومركز جابر الأحمد الثقافي (الأوبرا) إلى جانب المشاريع الفنية كمسرح عبدالحسين عبدالرضا كذلك من المشاريع الترويحية والجمالية حديقة الشهيد والتوسعة القائمة فيها حاليا وتطوير البنية التحتية من طرق سريعة وجسور ومرافق وفنادق ومطاعم ومجمعات تجارية ورعاية صحية وبنوك ومطارات جديدة وأسطول طائرات حديثة ، جميعها تعتبر الخطوة الأولى من مشوار الالف ميل لتطوير الجوانب السياحة الجاذبة .
كيف تقيمين اهتمام الدولة ممثلة بقطاع السياحة وهل تقوم بدورها المطلوب ؟
قطاع السياحة حتى الآن قطاع مقيّد لا يقوم بالدور المطلوب منه بالشكل الصحيح لعدم وجود تكوين مؤسسي للسياحة يكون بمثابة كيان مستقل يهتم بشؤون القطاع السياحي ويكون له كامل الحرية في اتخاذ ما هو مناسبا من قرارات تخص القطاع وتدفع باتجاه تحريره من القيود دون المرور بالقنوات الروتينية التي طالما أخرت ركب التنمية السياحية في البلاد .
البعض يدعي ان الكويت بلد سياحي في المطاعم فقط وخلاف ذلك لا يوجد شيء..تعليقك؟
سياحة المطاعم باتت تستقطب اهتماماً متزيداً في السنوات الماضية، وأصبح فن اختيار الطعام (Gastronomy) جزءاً أساسياً من التجربة السياحية لملايين السياح الذين يقصدون وجهات معروفة للاستمتاع بمأكولاتها، أو يسافرون بحثاً عن مطابخ جديدة ومتخصصة. كما أن بلداناً عديدة باتت تركز اهتمامها على تطوير صناعة المطاعم وتسويقها وترويجها، خاصةً أن سياحة الطعام باتت تؤمّن دخلاً وفرصاً وظيفية للكثيرين، وتنعش معها قطاعات صناعية أخرى كالنقل والخدمات اللوجستية، والزراعة، والتصنيع والتبريد، و الطباعة، والإعلانات، وما إلى ذلك. وبحسب منظمة السياحة العالمية، تعتبر سياحة فن اختيار الطعام ظاهرة حديثة، وتبذل دولاً جهدها لتطويرها كمنتج سياحي جديد، خاصة وأن أكثر من ثلث إنفاق السياح في العالم مخصص للطعام. وبحسب تقرير أخير صدر عن شركة الماسة كابيتال فإن سوق الخدمات الغذائية في دول التعاون يقدر بنحو 18.8 مليار دولار للعام 2014، وتوقعت معدل نمو سنوي مركب قدره 6.8%، ليصل إلى 24.5 مليار دولار في 2018 ، بالتالي تغّير مفهوم المطاعم من مجرد الأكل إلى وسيلة للترفيه و الاستمتاع، كما أن هناك معارض متخصصة بالمأكولات، كمعرض هوريكا، وأسواق للمنتجات الغذائية، و عروض للطبخ، ومهرجانات، وتظاهرات، ومؤسسات تصنف المطاعم واتحادات تضم نخبة الطهاة. ومن أبرز الأمثلة على نجاح هذه الأنشطة في المنطقة معرض الخليج للأغذية (Gulf Food) الذي استضافته دبي في شهر فبراير ، بمشاركة 5000 شركة عارضة من 5 قارات تمثل 120 بلدا. ويعد أكبر معرض إقليمي سنوي للأغذية والضيافة ويستضيف مأكولات على مستوى العالم، حيث تأسس منذ أكثر من 20 سنة، و بلغ عدد زواره العام الماضي 84 ألف زائر من 120 دولة ، يمكن لهذه الصناعة أن تدفع دول الخليج لتأسيس نفسها كمركز سياحي هام لإستقطاب عشاق الطعام.
هل الإستعانة بعناصر وخبرات أجنبية يمكن يساعدنا؟
لاشك أن الإستعانة بالخبرات الأجنبية المؤهله يساعد كثيراً بل ويعتبر كقيمة مضافة للعمل ولكن بالنكهة والأسلوب الكويتي المناسب لعادتنا وتقاليدنا فمن خلال تنفيذنا لدراسة الدعم الفني لقطاع السياحة استعنا بخبرات أجنبية للعمل على تقديم إستشارات سياحية لقطاع السياحة وعملنا إلى استقدامهم لدولة الكويت لدراسة البيئة والمناخ والتعرف إلى جميع المقومات والإحاطة بجميع الأبعاد التي تحيط السياحة في دولة الكويت وذلك للوصول إلى دراسة منطقية ومقاربة للواقع المحلي إذ لافائدة من الخبرات الأجنبية إن لم تقارب الواقع والمحلي .
ايهما الأفضل التركيز على السياحة الداخلية أم الخارجية؟
كلاهما مهم ، السياحة الداخلية تأتي بالدرجة الأولى لأنها توفر مئات الملايين من الدنانير التي تنفق خارج الكويت وهذا يتطلب بنية تحتية لمشاريع سياحية تمتد من الصحارى الى الشواطئ إلى الجزر والمطارات والفنادق مما سينعكس على الكويت في تطويرها وتمكينها من التنمية المستدامة والسياحة هي المجال الأهم والأكبر لإنعاش الإقتصاد، و" الروشتة " المطلوبة الآن في ظل تراجع المردود المادي من عائدات النفط وحتى ايجاد مصادر اخرى للدخل كالصناعات التحويلية وغيرها ، السياحة الداخلية تشجع على السياحة القادمة من الخارج، نحن في الكويت نعتبر الرقم واحد في السوشيال ميديا مما لفت انتباه الآخرين لما يوجد في الكويت من معالم سياحية استقطبت شعوب المنطقة.
هل تحرصين على مواكبة كل جديد في عالم السياحة الخارجية؟
بالتأكيد، وكوني ممثل منظمة السياحة العالمية في الكويت " unwto " وهو منصب شرفي لم يحظ به أحد من قبل حيث منحت هذا التمثيل نتيجة اهتمامي الواضح في مجال السياحة لذلك تصلني من المنظمة تقارير دورية في المجال، كما أحرص على كتابة التقارير الخاصة عن الكويت واهتمامي بتنظيم الملتقيات السياحية ، كما اقوم باستثمار شبكة علاقاتي الواسعة عربيا مع المسؤلين الحكوميين أو المهتمين والمؤثرين في المجال مما يمنحنا حصيلة كبيرة من المعلومات ، ناهيك عن انني ودون مبالغة اعتبر المصدر الرئيس لأي مشورة او معلومة يحتاجها المسؤولين في الدولة.