لغة المصطلحات تحمل الكثير من المعاني في طياتها، يُصيب بها البعض الهدف، وآخرون يقعون في الخطأ أو يجانبهم الصواب، ومن تلك المصطلحات الجديد ومرافقه التجديد.
اجتماعياً إذا كان الجديد هو نسف لكل ماهو ماض جميل، واستحضار ما قد لاينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا والعمل على أن يكون واقعاً يُطلب القبول به، فإن هذا الجديد بالتأكيد سوف يكون مرفوضاً بكل مقاييس الرفض، لأنه سيغير من بنية المجتمع، ويقود إلى إيجاد تركيبة مجتمعية تخالف تراثنا، وحضارتنا وموروثنا الذي نعتز به ونفتخر.
صحيح أن الحياة تتغير وعلينا إيجاد طرق تتوافق مع هذا التغيير، ولكن هذا لايعني أن المطلوب منا هو إلغاء ماضينا و تاريخنا وهويتنا وتبني هوية جديدة لاتناسبنا ، فما نشهده اليوم من مظاهر دخيلة على مجتمعنا تجعلنا نقلق ليس على أنفسنا بل على الجيل القادم من أبنائنا، ومن هنا تبرز مسؤولية الأهل والمجتمع بشكل عام لتعريف الأبناء على أن ليس كل مظهر جديد في العالم علينا القبول به والتسابق لتبنيه تحت غطاء التطور والانفتاح، وإنما علينا التمييز بين الجديد والتجديد، فالتجديد هو ايجاد أنماط توافقية تحافظ على هويتنا وتواكب ما هو جديد في العالم.
الحقيقة:
صدق المثل الشعبي القائل " اللي ماله قديم ماله جديد"... فهل نضيع قديماً لنا بجديد ليس لنا و دخيل علينا؟
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحرير والرئيس التنفيذي