إعداد - محمد علاء الدين:
الساعة الخامسة و العشرون هي رواية للكاتب قسطنطين جيورجيو قرأتها منذ فترة قصيرة وهي من أكثر الأعمال السردية التي تبعث في النفس أسئلة حول مصير الإنسان المعاصر المأساوي حول الإنسان المنسي في الذل و الحروب.
في الحقيقة كل ما سأكتبه حول هذه الرواية مثير للشفقة فما إن تدخل متاهة الأحداث مع بطل القصة أيوهان موريتز لن تستطيع الخروج كما حال أيوهان.
حيث تجمع القصة بين ايوهان الفلاح البسيط الذي يحلم بالسفر لأمريكا و لكنه يقرر البقاء و الزواج من حبيبته سوزانا و تريان كوروغا الكاتب المثقف و زوجته اليهودية و أبوه القس كوروغا ليبرهن لنا الكاتب أن المأساة لا تفرق بين أحد
في البداية يتهم ايوهان بأنه يهودي في وقت يصبح اليهود ملاحقين في رومانيا و بعد أن ينقلب ميزان القوى في اوروبا يساق تريان و زوجته إلى السجن بتهمة النازية و والده بتهمة التحريض ضد الحلفاء لتمض ايام و سنين و هم ينتقلون من سجن لأخر
لربما قد يتساءل القارئ عن حال سوزانا زوجة ايوهان حيث ان الكاتب لم يذكر شيئا عنها خلال فترة سجن ايوهان و ربما أراد بذلك أن يجعلنا نعيش قلقه لحظة بلحظة
في "الساعة الخامسة و العشرون" يدرك المرء بعد موت العديد من شخصيات القصة و الوصف الدقيق للتعذيب ما كان يعانيه العالم من أزمة اخلاقية و إنسانية أيام الحرب العالمية الثانية حتى تشعر أن الانسان مجرد رقم أو برغي في آلة كبيرة و بينما تتنقل في احداث القصة قد تمل من الصفحات المليئة بالوعظ لك ما إن تسقط ما يقوله تريان كوروغا عن تبعية الانسان المعاصر للألة و تحكم الألات بمعظم حياتنا حتى تتأكد أنه كان لابد من هذه المواعظ و بعد أن تمضي السنين و يظن البعض بأن الحرب قد أنتهت بإنتصار الحلفاء يظهر للجميع أنه ما من شيئ تغير سوى إسم السجان ليأكد الكاتب للجميع أنه بعد أن تدق الساعة الخامسة و العشرون ساعة اللاعودة فأنه ما من آمة ستنجو و ما من آمة ستحمي أحد فالعالم قد أصبح جحيم و تريان كوروغا بصوت من تبقى لديهم أمل في المقاومة يصرخ من زنزانته و يقول : لن أتوقف عن الصراخ بعد اليوم لعلكم ستسجنونني في القبو لمنعوني من اسماع صوتي للأخرين و لكن أينما كنت لن أتوقف عن الصراخ
لكل من لم يقرأها بعد ننصحك بقرائتها
الساعة الخامسة و العشرون ابتسم لعالم الأسلاك الشائكة
- لمزيد من المواضيع :
- قالت أمي
- المختصر في هامة مضر