يرتفع سقف الأماني مع قدوم كل عام جديد، وتزداد نسبة التفاؤل بشكل عام لدى الكثيرين، وقد تصل لدى البعض إلى اعتبار السنة الجديدة هي جائزة العمر، وبها سوف تصبح الأحلام حقيقة، ويتحول التعب إلى راحة تامة، وتصبح السعادة رفيقة كل الأوقات.
هذه الأمور يتمناها الجميع دائماً وعلى مدار العام ، ربما تبرز أكثر مع بداية العام، على اعتبار أن تغييرا رقمياً للوقت يحدث حولنا، ونصبح مطالبين بالتعامل معه بشكل واقعي دون تجاهل، فمثلاً لايمكن أن نتجاهل كتابة التاريخ مزيناً بـ 2016 لأننا أصبحنا اليوم في 2016 ولايمكن العودة للوراء أبداً، وحتى لو عدنا بذاكرتنا لايمكن أن نجعل من الذاكرة واقعاً. إذاً ندرك تماماً أن شيئاً ما تغير من حولنا مع بداية العام ولكن الأهم من ذلك هو تغيرنا نحن لاستقبال العام الجديد..؟
إن تلك الأماني والأحلام التي نضعها على قائمة أولوياتنا ونأمل تحقيقها خلال عام جديد لاتتحقق بتغير تواريخ "الروزنامة اليومية" وإنما تتطلب منا أن نعيد النظر في ما قدمناه خلال عام مضى ونحدد النقاط التي أصبنا بها أهدافنا، والتي أخطأنا بها الهدف، ونسعى لمعرفة سبب الخطأ، والعمل على تصحيحه.
إن العام الجديد ليس سوى مؤشر لنا لكي نراجع أنفسنا وما قدمناه خلال عام مضى أو أعوام مضت، ونقارن بين ما أنجزناه ومالم ننجزه، نقارن بين أحلامنا التي أصبحت واقعاً وأخرى مؤجلة أو أصبحت ضرباً من الخيال وعلينا البحث عن أحلام جديدة. أمور كثيرة يجب أن تستوقفنا مع بداية العام الجديد، وأمور كثيرة علينا أن ندركها، أهمها أن كل يوم هو بداية جديدة وفرصة قد تكون ملائمة لتحقيق أحلامنا مادمنا مستعدين لذلك، وواثقين بأننا نبذل قصارى جهدنا من أجل أن نجعل من أحلامنا واقعاً.
الحقيقة:
تغيير التاريخ لايغير الواقع من حولنا فالله عز وجل يقول في قرآنه الكريم: " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحير الرئيس التنفيذي