سعد الفرج...أحد أهرامات الحركة الفنية في الكويت، رائد له اسهاماته الكثيرة وتاريخ تبدأ معه ولا يمكنك أن تنتهي منه، قامة فنية ينهل منها أبناء الجيل الحالي دون أن تنضب، " أبو بدر" أحد مؤسسي المسرح الكويتي عاد هذا العام ليقف فوق خشبة أبو الفنون ليسترد المسرح عافيته من جديد، وفعلاً حظي العرض المسرحي الذي قدمه طوال أيام عيد الأضحى المبارك بإقبال جماهيري كبير أثبت من خلاله الجمهور بأن المسرح يحتاج إلى نوعية خاصة من الأعمال تعيده إلى مكانته الحقيقية..
بداية نبارك لك عيد الأضحى المبارك؟
الله يبارك فيكم وانتهز الفرصة للتقدم وتهنئة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح وإلى الأمتين الاسلامية والعربية.
نعود إلى المسرح...خطوة انتظرها جمهورك الكبير، علامة استفهام وجدت نفسها في منتصف الطريق, كيف ولماذا " الطمبور"؟
في الحقيقة يعود الفضل إلى المنتج بندر طلال السعيد لقد وفر لي كافة الإمكانيات التي تقنعني في العودة إلى خشبة أبو الفنون وفي مقدمتها النص الجيد المكتوب بحرفية مطلقة، فمن المعروف أن الركيزة الرئيسية في العمل المسرحي هي " النص " وللأمانة وجدته متناسقاً ومتكاملاً ويحمل فكرة جيدة ومستحقة، أما فيما يتعلق بالمعوقات فالسعيد عمل على تذليلها كافة وكان فعلاً غنياً بسلوكه، دمثاً في أخلاقه، كريماً في تعاطيه مع الجميع، هذه الأجواء التي توفرت لي هي من شجعتني على الموافقة وكنت على استعداد للتعاون مع ولدي بندر حتى في جانب الأجر.
كيف وجدتم ردود فعل الجمهور؟
الحمدلله وفقنا طوال فترة العروض، كان الحضور الجماهيري أكثر من رائع ، هناك رغبة حقيقية في العودة إلى المسرح الجاد الذي يخدم مختلف أطياف المجتمع ، كنا كممثلين نتلمس الشغف والتوق الذي يعتلي الجمهور الباحث عن مادة ثرية غنية بالفكر والمضمون والبعيدة عن التهريج. ونحن كفريق عمل راضون كل الرضا عما قدمناه وإن شاءالله يكتب للمسرحية مواصلة تقديم عروضها بعد العيد.
لكن " بو بدر " في السابق كنت تعمل إلى جانب كتاب ومؤلفين مخضرمين واليوم تتعاون مع فريق عمل شاب؟
وهذا يسعدني جداً، لا أبالغ في القول بأني تعلمت منهم كثيراً، هم يقدمون نتاج تجاربهم وأنا أمنحهم عصارة خبرتي، صدقني وأقولها بتجرد استفدت كثيراً منهم.
نريد أن نتوقف عند المسرح الكويتي؟
بلا شك اختلف كلياً، واليوم يعاني من قلة الدعم وهذا ما يفتقده غالبية القائمين على المسرح ، أتذكر عندما قدمت والكاتب عبدالأمير التركي مسرحيات عدة منها " دقت الساعة، هذا سيفوه " وغيرهما كانت وزارتا المالية ووالإعلام تقدمان دعماً مادياً 50 ألف دينار ، لذا كنا نعمل ونحن نشعر براحة تامة ولا نكترث لأمور أخرى، والحمدلله كانت المسرحيات تحظى بحضور جماهيري منقطع النظير.
إذن مالذي تغير في المسرح الكويتي؟
للأسف بعد الغزو تحديداً " الدولة " توقفت عن الدعم كلياً ، فتعرض المنتجون المسرحيون إلى خسائر فادحة دون أن يكترث لهم أحد ، في السابق كان العرض المسرحي يخدم من كافة قطاعات الدولة مثل الإعلانات الخارجية في الشوارع مقابل مائة دينار فقط تسترد بمجرد الإنتهاء من العروض أما اليوم فمجرد التفكير في وضع إعلان " آوت دور" عليك أن تجهز عشرات الآلاف ، لذا تحول المسرح إلى مسرح تجاري يختص بالمناسبات فقط والمنتج " إنت وحظك". في السابق كانت العروض " تتسكر" لأسابيع مثلما حدث في مسرحيات " على هامان يافرعون " و" حرم سعادة الوزير " وغيرهما ، مسرح الستينات والسبعينات والثمانينات لن يعوض على الرغم من التجارب التي قدمت مطلع التسعينات والألفية الثانية، لكن في المقابل كلمة تقال في حق معالي وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي تلمست مدى حرصه على إعادة المسرح الكويتي إلى مكانته ووهجه بدليل تأسيس المجلس الأعلى للمسرح وتشرفت بأن أكون أحد أعضائه المؤسسين.
ماذا عن الرقابة على النصوص وكيف تراها اليوم ؟
بلا شك كانت الرقابة في تلك الفترة شديدة وصارمة ولا يمكن أن يمر أمر دون أن يكون للرقابة دور فيه، لكن في المقابل كنا كفنانين تقودنا رقابتنا الذاتية التي تعلمناها في المسرح وكانت أعمالنا رغم جرأتها لا تمس الأشخاص أو الطوائف بل كنا نقدم مسرحا مهذباً أصبح مدارس مختلفة للأجيال ونحن فخورون بما قدمناه من أعمال ما تزال خالدة مثلها مثل الأعمال التلفزيونية الخالدة.
هنا نتذكر " درب الزلق " و" الأقدار " وغيرها؟
هذه أعمال نقشت أحرفها في جدار التلفزيون وبعد عشرات السنين ما تزال تعرض وتحظى بمتابعة غير مسبوقة جماهيريا، أحن إلى عناصرها وفريقها وأحن إلى رفقاء الدرب لاسيما صديقي وأخي رحمه الله الفنان خالد النفيسي.
هل فعلا كانت هناك رغبة في تصوير جزء ثان من مسلسل "درب الزلق"؟
لا أعتقد ذلك لأن بعد سنوات من عرض العمل كانت هناك اختلافات في وجهات النظر لا يمكن في وجودها أن يكون هناك أجزاء جديدة.
قبل قليل تطرقنا إلى الرقابة فهل هي من تسببت في تأجيل عرض مسلسل " تورا بورا "؟
نعم فقد أفرج عنه بعد مرور ثلاثة أعوام، العمل دق ناقوس الخطر أمام التيارات المتطرفة التي تغرر بالشباب العربي متذرعة بأوهام وأكاذيب تحت شعار الجهاد.
سؤال دائماً يردده الجميع.. لماذا لا يجتمع الفنانون الكبار في عمل مشترك؟
سؤال مشروع لكن إجابته طعمها مر، المشكلة الرئيسية التي تقف حائلاً من تحقيق ذلك هي عدم وجود منتج يستطيع التكفل في جمع هؤلاء النجوم، ناهيك عن اختلاف خط سير كل منا فاليوم الخط الذي يسير فيه الفنان عبدالحسين عبدالرضا مختلف تماماً عما انتهجه أنا وقس على ذلك.