قدمت رسائل تحفيزية الكترونيا بعنوان "شنو أسوي اليوم" لمواجهة كوفيد19"
د.نادية الخالدي: "كورونا " فرصة للتقبل بين الأزواج
- أزمة "كورونا" محطة وقوف نحتاج لها والجميل بذلك أنها محطة وقوف إجبارية
- الكتاب أفضل صديق يسافر بك الى كل دول العالم.
- الأطفال أقل المتضررين والمراهقون المستفيد الأكبر
"بريق الدانة" – خاص:
تختلف الشخصيات باختلاف البيئة المحيطة بها ، لذا تجد التعامل مع انتشار وباء كورونا يختلف باختلاف العقليات والنماذج ،هذا ما تؤكده الاستشاري النفسي الدكتورة نادية الخالدي التي أشارت إلى أن المراهقون هم الأكثر استفادة بينما الأطفال الأقل ضررا، الدكتورة الخالدي توجهت بالكثير من الارشادات التحفيزية بين أفراد العائلة الواحدة لاسيما الأزواج، في السطور التالية تفاصيل مع الدكتورة والكاتبة نادية الخالدي:
- من الحرية والانطلاق في مناحي الحياة إلى حجر والتزام في المنزل ، كيف يمكن مواجهة فيروس كورونا كوفيد 19؟
أزمة فيروس كورونا حالياً هي محطة وقوف نحتاج لها والجميل بذلك بأنها محطة وقوف اجبارية لأن الكثير منا لا يؤمن بأن عليه ان يتوقف ليلتقط أنفاسه ويرتب أوراقه وليعود من جديد ، لذلك الوقوف جميل فيها ، أما كيف يجب أن نتعامل مع أزمة وباء كورونا ،كانت لي مبادرة في تقديم برنامج عبر السوشيال ميديا لمدة 68 يوماً تحت عنوان " شنو اسوي اليوم " عبارة عن سلسلة أفكار تحفيزية يوميا نهدف من خلالها إيجاد طرق مبتكرة لتنظيم الوقت إشباع جوانب الحياة الأساسية عند الإنسان بوسائل فكرية ومعرفية ( قراءة) وروحانية ( تغذية - صلاة- تسبيح) جسدية (رياضة) نفسية ( مهارات وتطبيقات) اجتماعية ( علاقات - اتصال ) اقتصادية ( ادخار- استثمار).
-ماذا يتطلب حتى نتمكن من خلق أجواء تفاعلية في المنزل للحفاظ على حالة نفسية جيدة ومعتدلة؟
يمكننا صناعة سينما جميلة ومطعم لذيذ وفاخر وحديقة مسلية ومسرح بتمثيل وعمل المسرحيات ومركز تحفيظ يعمل دورات أسرية وجوائز لحفظ القران أو تفسير الأحداث ،إذا صنعنا ما نبحث عنه في الخارج داخل المنزل سيكون المنزل جنة. ممكن نادي قراءة ومناقشة جماعية. ممكن ملعب تنس أو كرة سلة أو ألعاب رقمية. كل ما نوده نستطيع خلقة داخل المنزل.
-هل يختلف تأثير الأزمة بحسب الشخصية؟
بالتأكيد، قبل الإجابة على سؤالك، تعريف أزمة كورونا هي حدث مفاجئ صادم معيق يشعرك بالعجز، استجابة الناس للأزمة مختلفة ، هناك أشخاص لديهم وعي وقدرة على التخطي وآخرون انهاروا وسقطوا في فخ القلق، وتوجد فئة ليست قليلة وللأسف لم يدركوا خطورة الوباء ،وعودة لأنماط الشخصيات من وجهة نظري بأن أكثرها تأثراً الشخصية الوسواسية والقلقة كثيراً ، اما البارانويا فستظن بأن هناك نظرية مؤامرة ، في حين أن حالات الانتحار ستزيد بسبب قلة الوعي وعدم القدرة على إدارة المشاعر في الأزمات.
- الأطفال.. هل فعلاً يظلون الأكثر تضررا؟
أعتقد بأن الأطفال لن يكونوا أكثر ضررًا فالطفل يملك من المرونة والحيوية والقدرة العالية على التخطي والاستمتاع بكل شيء فهم يضحكون من حركة وجه أو بيتزا تصنع لهم أو شوكولاتة تسعدهم. المتضررون في هذه الازمة بشكل كبير هم الصفوف الأولى ومن تعرض أحبابهم للموت لان اضطراب ما بعد الصدمة سيجد مكاناً جيدا له في قلوبهم ومشاعرهم.
-لو طلبت منك نصيحة للأزواج في ظل هذه الظروف والطريقة الأسلم في التعاطي بين الزوج-الزوجة؟
لكل الأزواج... " كورونا" فرصة لتعويد أنفسكم على مهارة التقبل فلا مفر من البيت الا بالتعايش معه ، اعرف كيف تصحح هذه العلاقة بينك وبين شريك حياتك ، واسأل نفسك ماهي الصفات التي أريدها بشريكي؟؟... دونها وطبقها عليه لتعود لك.
كيف تفسرين للفئة الذين يقومون بكسر الحظر ويرى بتصرفه مدعاة للفخر؟
هؤلاء يشعرون بأنهم بلا أهمية وفي حاجة للشعور بالبطولة ولفت الانتباه ،كثيرون فقدوا إحساسهم بأهميتهم متجاهلين بأن الجلوس بالبيت وسماع الأوامر بطولة بحد ذاتها.
هل يتطلب طريقة خاصة للتعامل مع المراهقين في أزمة كورونا؟
من وجهة نظري بأن المراهقين هم أكثر المستفيدين لأنهم تعلموا بأن يعيشوا الحياة في الوقت الصح والزمن الصح لذلك سيكونون أذكى مستقبلاً وأهدأ وأكثر استقراراً نفسياً ، آباء المراهقين في هذه الازمة محظوظون جداً فهي جعلتهم يتخطون المرحلة المتذبذبة في حياتهم بسهوله ونضج.
-نتوقف عند الكاتبة الدكتورة د.نادية الخالدي الكاتبة الحالمة المثقفة.. ماذا عن قلمها ؟
القلم هويتي الحقيقية ، مجالي وحياتي وشغفي وعشقي وابني وصديقي وكل شيء.
ماهي الدروس المستفادة من الأزمة الحالية "كورونا"؟
الأزمة بلحظاتها وتفاصيلها هي في مخيلة كل كاتب ستتبناها الأقلام وتترجم مسارح وسينمات وافلام ومقالات وكل شيء فهي أرض خصبة للمتابع وموضوع شيق للتعبير وذكريات رائعة للتوثيق، عن نفسي دخلت عالم كتابة المقالة الأسبوعية منها وعمليات التجميل وتداعيات وماذا يبحث الإنسان من الجمال وماهر الجمال بالأصل.
غالبا ما تعتمدين على اختيار جمل الانتصار والهزيمة والانكسار ..وكأنها قريبة منك؟
فعلاً عشت حياة مليئة بالصراعات والأزمات النفسية وتفوقت على كل شيء لذلك أنا أعرف جيدا كيف تتغلب وتعبر فوق ألمك دون ان تتألم.
هل يمكن ان يكون الكتاب صديق الانسان في كورونا؟
الكتاب دائما. الصديق والخبير والدكتور والمرشد ومن يجعلك تعيش عصوراً لم ترها وتتصور عصوراً لن تكن بها وكما قال الكاتب الكبير محمد الرطيان بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك! بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم! بإمكانك أن تمتلك “آلة الزمن” وتسافر إلى كل الأزمنة. رغم أنه لا وجود لهذه الآلة الخرافيّة! بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد: القراءة...الذي لا يقرأ. لا يرى الحياة بشكل جيّد. فليكن دائماً هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءتك له.