استذكر احتفال الشعب في الستينات وعلاقة الحاكم والمحكوم
فؤاد المقهوي: حب الوطن يأتي بالأقوال ويترجم بالأفعال
- تقع على عاتق وزارتي التربية والإعلام مسؤولية غرس مفهوم الوطنية الحقيقية
- التعبير عن الفرحة يجب أن يكون بشكل راق بعيداً عن التصرفات السلبية
- الإحتفال في الستينيات كان يقتصر على العرض العسكري الذي تنظمة وزارة الدفاع ممثلة بالجيش الكويتي
"بريق الدانة"- خاص:
للوطن ناس تحبه وتعشقه... فكيف يجب أن يكون هذا العشق؟ يقول المؤرخ الكويتي والباحث في التراث فؤاد المقهوي بأن حب الوطن ليس كلاماً عابراً يذكر هنا وهناك إنما هو قول وفعل وتصرف، وطالب المقهوي بضرورة أن يكون الإحتفال بالأعياد الوطنيىة بشكل راق ومحترم يعطي انطباعاً حضارياً عن الشعب ولابد من الجميع توحيد الصف ونبذ السلبية التي ظهرت في السنوات الأخيرة.
- مع إنطلاقة شهر فبراير يحتفل الشعب الكويتي بالأعياد الوطنية؟
أبارك لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وكافة الشعب الكويتي بمناسبة الإحتفال بالأعياد الوطنية " عيدي الوطني والتحرير " حيث تأتي هذه الفرحة بعد أن أعلن أمير دولة الكويت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم في 19 من يونيو العام 1961 عن استقلال دول الكويت وإلغاء الاتفاقية مع بريطانيا.
- لماذا الإحتفال بالعيد الوطني في الخامس والعشرين من فبراير في حين أن الإستقلال في 19 يونيو؟
الخامس والعشرين من فبراير 1950 يصادف عيد الجلوس لأمير الكويت السابق الشيخ عبدالله السالم الذي وجد بأن شهر يونيو يأتي في ذروة فصل الصيف حيث الحر الشديد لذلك قرر سموه أن يكون الاحتفال بعيد الإستقلال وعيد الجلوس في شهر فبراير الذي يأتي في موسم الربيع.
- كيف كان يحتفل الشعب الكويتي في تلك الحقبة الزمنية؟
كان الإحتفال في الستينيات يقتصر على العرض العسكري الذي تنظمة وزارة الدفاع ممثلة بالجيش الكويتي، ويتم إستعراض الآليات العسكرية والمعدات الثقيلة والمشاة والدبابات خصوصاً في منطقة الحزام الأخضر أو ما يعرف حالياً بالدائري الأول .
- كيف كانت علاقة الحاكم والمحكوم خصوصا في المناسبات الوطنية؟
كان أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم كعادة حكام أسرة آل الصباح يفضل الخروج بسيارته الخاصة ويسير متنقلاً في ضواحي البلاد من دون حماية تذكر حيث يلتقي الشعب الذي يتأهب بالخروج مبكراً إلى الشوارع للتشرف بالسلام على سموه وكان يبادلهم التحية والفرحة.
- في فبراير تزدان المنازل والمؤسسات والمنشآت بزينة الاحتفالات هل ترى ضرورة استمراريتها ؟
من وجهة نظري بأنه لا يجب أن تقتصر مظاهر الفرح والسرور والاحتفال بالأعياد الوطنية على شهر فبراير فقط بل على مدار السنة لأنه سيكون تعبيراً عن الوفاء وتجديد الولاء للوطن وللأمير والتأكيد بأن هذا الوطن لا مثيل له.
- لكن لاحظنا في السنوات الأخير بعض الظواهر السلبية وسوء التعبير عن الفرحة في الأعياد الوطنية؟
عانينا في السنوات الأخير من بعض التصرفات غير المسؤولة والمتمثلة في التعبير عن الفرحة بما يعرف بالمسدسات المائية والرغوة وغيرها وهذه تصرفات دخيلة أتمنى أن لا نراها تتكرر كل عام بل نستبدلها بطرق أكثر رقياً.
- لو سألتك عن المفهوم الحقيقي للوطنية؟
التعبير عن الوطنية يجب أن يتمثل بالأقوال والأفعال والتصرفات مثل تجديد الولاء والحب لهذه الأرض الطيبة والذود في الدفاع عن كل شبر منها ، أيضا لا بد أن نكون خير سفراء عن وطننا وأن نعطي صورة حضارية عنه ونمثله التمثيل المشرف في الداخل والخارج ، وأن لا تقتصر الوطنية فقط على المواطنين إنما على جميع من يعيش على هذه الأرض بما فيهم الوافدين.
- كيف يمكن المحافظة على غرس مفاهيم حب الوطن في الأجيال ؟
يجب أن تكون هناك خطة ممنهجة بعناية تنطلق من المدارس بمختلف مراحلها كما تقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية رئيسية في تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية من شأنها العمل على رفعة شأن البلد، وتعزيز مفهوم الوطنية لا يأتي بتحرك طرف واحد بل جميعنا مطالبون بالعمل والإخلاص والمحافظة على كل ما يتعلق بالاهتمام بالوطن، حب الوطن يفرض علينا المحافظة على منشآته، حب الوطن يفرض علينا ان نكون سباقين في إعطاء صورة جميلة عنه، حب الوطن يتمثل بالإجتهاد والتعليم وتثقيف انفسنا وتحقيق الانجازات والترابط والمحافظة على اللحمة الوطنية وحبذل لو أن وزارة التربية تعتمد في مناهجها دروسا ثابتة عن حب الوطن.أعتقد بأن كل مناسبة وطنية يجب أن تكون حاضرة بكل يوم وشهر وعام ويجب تعليم أبناء جيل الألفية الثانية لماذا تحتفل الكويت بعيد التحرير والتحرير ممن ؟ وأعيدها من جديد تقع على وزارة التربية مسؤولية مهمة ورئيسية في الجوانب المتعلقة بالوطن وحب الوطن.