تستعد للعودة لأجواء عالمها الساحر
ميرنا وليد لـ"بريق الدانة": لا أندم على قراراتي والخوف يؤجل حلمي
- حلم الأسرة والأمومة وراء غيابي السنوات الماضية
- سعاد حسني أسطورة لن تتكرر ورفضت ظهوري في "الراعي والنساء"
- البداية القوية تختصر خطوات نجاح الفنان واعتبر نفسي محظوظ
- الدراسة الأكاديمية مهمة جدا للفنان لكنها بدون الموهبة لا تساوي شيئا
- السينما انتعشت في السنوات الأخيرة ولابد من تنوع أفلامها والحفاظ على مستوى الجودة
"القاهرة"- "بريق الدانة" - أحمد الجندي:
لو قُدر لفنانة أن تختار بنفسها أقوى بداية لها في عالم التمثيل لما استطاعت أن تحصل بداية وفرصة أقوى من التي حصلت عليها الفنانة والنجمة- ميرنا وليد- عندما وقفت وهي مراهقة صغيرة لم تتجاوز الـ15عاما أمام ثلاثة من كبار نجوم السينما المصرية ومن أكثرهم براعة في فن التمثيل وهم "سعاد حسني واحمد زكي ويسرا" ومع واحداً من أهم وكبار المخرجين علي بدرخان من خلال فيلم "الراعي والنساء" الذي حقق نجاحاً هائلاً وأثبتت ميرنا أنها مسكونة بالموهبة وولدت لكي تكون ممثلة وهي أيضا تملك الجمال والحضور والتلقائية وحصلت على جائزة عن دورها في هذا الفيلم وبعدها انطلقت في عالم الفن والتمثيل سينمائيا وتلفزيونيا وقدمت كما هائلا من الأعمال التي حققت نجاحاً مدوياً وحققت لها الشهرة والنجومية الواسعة فقد رأى فيها الجميع نموذجاً للرومانسية والبراءة على شاشتي السينما والتلفزيون لكن فاجأه وفي عز تألقها وتوهجها اختفت ميرنا عن الساحة وطال غيابها على مدي السنوات الماضية وحاليا تعتزم هذه الفنانة الجميلة العودة على عالمها التي تحبه إلى الكاميرات والأضواء والأعمال وعن أسباب الغياب وتفاصيل العودة ودوافعها وعن أراء أخرى فنية وشخصية تحدثت ميرنا وليد لـ"بريق الدانة" في هذا الحوار:
- لو عدنا إلى الوراء وتذكرنا بدايتك الأسطورية في "الراعي والنساء" هل صحيح أن الراحلة سعاد حسني لم تكن تريد مشاركتك في الفيلم؟
تبتسم في شجن وتقول بالفعل السندريللا هذه الفنانة والنجمة الأسطورية التي أرى أنها لن تتكرر ولا يوجد حتى الآن من يملأ فراغها كانت بالفعل ترفض ظهوري ومشاركي في الفيلم وقالت للمخرج علي بدرخان لابد من تغييرها والبحث عن فتاة أخرى غيرها لأنها وجدتني خجولة جدا وسأكون السبب في فشل الفيلم خصوصا وانني أقوم بدور رئيسي فالفيلم لم يكن به سوانا نحن الأربعة السندريللا والعبقري احمد زكي والرائعة يسرا وأنا وتمسك بدرخان بي وقال لها إنها بهذه الملامح الخجولة أصلح من يقوم بالدور ونصحتني بأن اكونا كثر جرأة لا أخشى من مواجهة الكاميرا وساعدتني كثيرا خصوصا وأنني أجسد شخصية ابنتها وبعد أن تجاوبت مع نصائحها ومساعدة كل النجوم الكبار من حولي تشجعت ودارت الكاميرا واذكر أن الفنان احمد زكي تنبأ لي بأنني سأحصل على جائزة عن هذا الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا وهو ما حدث بالفعل وكانت أول واهم جائزة في حياتي
- هل البداية القوية للفنان مع الفنانين كبار وفي عمل ناجح تختصر له خطوات كبيرة في بداية مشواره؟
بكل تأكيد هذا صحيح تماما فالفنان في بداياته قد يظل لسنوات ينتظر فرصة عملي كهذا ومع نجوم بهذا الحجم حتى يثبت موهبته ويحقق الشهرة والانتشار ولذلك اعتبر نفسي محظوظة جدا بهذه البداية القوية التي عرفت الجميع بموهبتي ولفتت إلى أنظار كل من يعمل في الوسط الفني.
- مع هذه البداية القوية ماذا يحتاج الفنان أيضا لكي يحقق النجاح ؟
بالطبع يحتاج إلى أن يكون موهوبا وبداخله حب الفن فما فائدة عمل ضخم وكبير مع نجم كبار إذا لم تكن هناك موهبة من الأصل وأيضا رغبة من جانب هذا الفنان في النجاح والتمسك بالفرصة
- الكثيرين من الفنانين والفنانات الموجودين على الساحة حاليا لم يدرسوا الفن دراسة أكاديمية مثلما فعلت أنت ودرست الإخراج بمعهد السينما فما هو الفارق؟
لاشك أن الموهبة هي الأساس فالدراسة الأكاديمية مهما كان عمقها وأهميتها بدون الموهبة لا تساوي شيئا أمام إذا كانت الدراية إلى جانب الموهبة الموجودة من الأصل فإنها تعطي للفنان مزيد من الثقة مهنية بالغة الأهمية بالنسبة للفنان الذي يريد أن يلم بكل جوانب مهنته
- وبحكم دراستك للإخراج هل فكرت يوماً بخوض التجربة؟
بالطبع فكرت وهو حلم بداخلي لكنه مؤجل وربما يمنعني الخوف- إلى حد ما- من خوض التجربة لأنها مهنة ليست سهلة فالممثل يكون مسؤول عن نفسه فقط في العمل وأحيانا يكون مهتما بأن يكون العمل كله جيداً في كل مستوياته حتى يكون شريكا في نجاحه لكن المخرج هو المتحمل الأكبر لمسؤولية العمل لأنه مسؤول عن نفسه فقط في العمل وأحيانا يكون مهتما بان يكون العمل كله جيداً في كل تفاصيله وعن كل العاملين فيه وجزء كبير من نجاح العمل ينسب له وكذلك العكس في حالة الفشل
- رغم هذه البداية القوية لميرنا ألا أن هناك من بنات جيلك من حقق قدراً من النجومية والاستمرار- ربما- يصوره اكبر فما أسباب ذلك؟
قد يكون ما تقوله صحيح إلى حد ما ورغم أنني قدرية وإيماني هائل بان كل إنسان لا يحصل ألا على نصيبه وما هو مقدر له لكن من الممكن أن يكون ابتعادي بشكل أو بأخر عن العلاقات الاجتماعية داخل الوسط الفني له دور وسبب في هذا كما أن هناك الكثيرين من المخرجين لم يكن يروني ألا في ادوار الفتاة أو المرأة الرومانسية البريئة والطيبة وأحيانا المغلوبة على أمرها وربما يكون هناك نوع من الكسل أيضا من جانبي.. لكنني- وبكل تأكيد- راضية تماما عن ما حققته والمكانة التي وصلت إليها وسعيدة بكل هذا الحب الذي أقابله من الجمهور على مختلف طوائفه ومستوياته
- هذا يجعلنا ندخل إلى أسباب غيابك وابتعادك المفاجئ عن الساحة خلال السنوات الماضية؟
قبل أن أكون فنانة أنا إنسانة واعمل في الفن منذ سنوات طويلة والعمل والشغل لن يتوقف أو ينتهي وقررت في لحظة إنني في حاجة لإنسانيتي بمعني أن يكون تركيزي على بناء بيت وأسرة وانشغلت بالزواج والإنجاب لابنتي "مريك ومايا" وأحببت أن أقوم بواجبي كزوجة وان بعيدا عن الفن.. ولاشك أن الذي دفعني لهذا القرار هو مشاهدتي لبعض النجمات اللاتي خصصن حياتهم كلها للفن وأخذهن هذا العالم الساحر من التفكير في حياتهن فلم يحقق حلمهن الطبيعي كأمهات وقرأت عن أنهن شعرن بالندم على ذلك.. لذلك كان على أن ارتب أولوياتي والحمدلله أنا راضية تماما وسعيدة بكوني زوجة وأم وأعيش حياة أسرية هادئة ومستقرة
- لكن حياتك الفنية تأثرت سلبا بهذا القرار؟
أنا لا أرى الأمر كذلك لان القرار كان بيدي ولم أكن مجبرة على الابتعاد عن الفن ولا اشعر بأي استياء كون ابتعادي اثر على نجوميتي أو مكانتي على الساحة الفنية واشعر بسعادة غامرة واستمتع بجلوسي مع ابنتي وأنا بطبعي بيتوتية وأحب المنزل
- وما الذي دفعك إلى العودة للفن والتي سمعنا عنها حاليا؟
بالطبع هو الحنين إلى العالم الساحر الذي أحبه وافتقدت كثيرا أجواء الاستديوهات والكاميرات والاستعدادات وجلسات العمل فهذه مهنتي التي لا اعرف غيرها>
- إذن حديثنا عن تفاصيل هذه العودة؟
لا يمكن الحديث بتفاصيل كثيرة فأنا بصدد التحضيرات الأولية لأعمال تلفزيونية من الصعب الحديث عن تفاصيل واسعد عنها لأنها في مرحلة التحضيرات الأولية .. وعندما تتبلور هذه الأعمال وندخل في تحضيراتها المتقدمة سأكشف كل التفاصيل
- بحكم بدايتك السينمائية... كيف ترين أحوال السينما الآن؟
السينما المصرية مرت بمرحلة صعبة في السنوات الماضية واعتقد أنها في الأعوام الأخيرة بدأت في التعافي وزاد معدل الإنتاج وهذا شيء جيد للغاية لان السينما كما هي فن فهي أيضا صناعة وإذا كنا نتحدث عن المستوى فالسينما في كل بلدان العالم حتى في أميركا نفسها صاحبة أهم صناعة سينمائية في العالم بها الجيد والمتوسط والرؤى لكن أتمنى أن يكون لدينا تنوع في ما تقدمه سينمائياً ولا نخضع لموجات أو تيارات سينمائية معينة فلا يجب أن تسيطر مثلا أفلام الكوميديا أو الاكشن أو غيرها من الموجات بل يجب أن يكون هناك تنوع مع الحرص دائما على مستوى الجودة
- شاهدنا لك مؤخرا بعض الصور التي ظهرت فيها ب"لوك" جديد وبدت أناقتك في الملابس "الكاجوال" والماكياج الناعم فهل نشهد تغيير على مستوى الأدوار؟
تضحك وتقول: أنا سعيدة بهذا التغيير وأتمنى أن يكون على مستوى الأدوار والشخصيات التي سأقدمها أيضا>