"بريق الدانة"- خاص:
فارسة ، مثابرة، مجتهدة، ، جريئة ،طموحة ،ومتفائلة ، رياضية من الطراز الأول ، تتمتع بعقلية متفتحة وثقافة مطلقة، تشدك في حوارها ، وتقنعك في حجتها، تحترم صراحتها ،وتفانيها في عملها،تعتبر نفسها عود في حزمة ، هي واحدة تعمل من أجل الكل، انها لاعبة منتخب الكويت لكرة الطائرة للسيدات، واجهت الكثير كرياضية لكنها تجاوزت المعوقات، تعرضت للمشكلات لكنها تجاوزت الإحباطات ولم تجعل اليأس يتمكن منها، الحديث معها مشوق وممتع ورائع خصوصا عندما يحتم النقاش،فهي تعشق المواجهة والصراحة والشفافية لا تعرف المجاملة وتعي ان الحرية لا تعني الإنفتاح المطلق بل هي فتاة مسلمة تنتمي الى مجتمع محافظ تحكمه العادات والتقاليد، الرياضة النسائية ومستقبلها ومطالب الرياضيين والمرحلة المقبلة جميعها علامات استفهام أجابت عليها بصراحة حتى في الجوانب الشخصية كانت صريحة وشفافة:
هبة... أشعر بأنك منزعجة...متذمرة..وبالعامية " شنو اللي مو عاجبك"؟
كرياضية ولاعبة منتخب الكويت في الكرة الطائرة ، لا أخفيك شغلي الشاغل هو الرياضيين خصوصا اللعبات الفردية والجماعية الأخرى بخلاف لعبة كرة القدم،الظلم الذي يتعرض لها الرياضيين في هذه اللعبات وإفتقادهم لأبسط الحقوق التي يستحقونها ، وكأن الرياضة الكويتية أختزلت فقط في كرة القدم فقط ، هذا الإحساس يشعرني بالحنق والضيق ، للأسف نعاني قلة الدعم والإهتمام.
تم تكليفك أخيرا ومجموعة من الرياضيات الكويتيات في لجان تابعة للجنة الأولمبية بشكل مؤقت وتطوعي ...ماذا تخبئن في جعبتكن؟
كوني مسؤولة عن لعبة كرة الطائرة وأيضاً مسؤولة في اللجنة وضعت في مقدمة أولوياتي معالجة النواقص وإيجاد الحلول الناجعة للمعوقات التي تواجهنا ونعاني منها كرياضيين شباب في مختلف الألعاب، توفير الدعم المادي والمعنوي، تحقيق مطالب الرياضيين المشروعة من رعاية وتجهيز ، التفرغ الرياضي ، توفير المختصين من كادر فني وطبي ومعالجين نفسانيين وأمور كثيرة وعديدة ، سنسعى من أجل توفيرها حتى نمضي في مواصلة تحقيق الإنجازات.
لا تنكري وجود بعض من لا يعطي الرياضة النسائية قيمتها التي تستحقها...كيف يمكن تبديل هذه الرؤية؟
رغم كل الإحباطات ورغم أن الكويت كانت درة الخليج ودانة المنطقة إلا أن أبناءها يمتازون بالعطاء وسيعملون جاهدين على إعادتها إلى مكان الريادة ، سأقولها بشفافية توجد عقول صماء ومتخلفة ما تزال تنظر للمرأة الرياضية بنظرة سلبية ، علما أن والدتي كانت لاعبة سلة في السبعينات وكانت تتدرب على يد كابتن رجل وكانت في تلك الحقبة الزمنية تتنافس مع أشقائها من الرياضيين الرجال ، ولم تكن الكويت في تلك الفترة بهذا الإنفتاح والتطور لكن لم يتجرأ أحد على أن ينبس بكلمة أو يتفوه بما يزعج ، على عكس ما يحدث اليوم ، سنحاول جاهدين على تبديل هذا الفكر المتعشش في بعض العقول.
لكن اليد الواحدة لا تصفق؟
أتفق معك لكن في المقابل وهذا من واقع وتجارب شخصية واجهتها وأثبتنا من خلالها بأننا أصحاب إنجازات وحققنا الكثير في ظل هذه المعوقات ، اليوم نحن مطالبون كرياضيات بمضاعفة الجهود وتحمل مسؤليات أكبر ، ونحن متفائلات بأن المرحلة المقبلة ستكون نحو الأفضل .
رياضية ولاعبة تنس وفارسة وسيدة أعمال ومخرجة تلفزيونية ورسامة ومصممة و..و..ماشاء الله ، لكن سأتوقف عند الفروسية؟
أمارس غالبية الرياضات لأنني مؤمنة بأن الرياضة تعتبر هرمون السعادة ، فتجدني أمارس غالبية الرياضات مثل لعبة كرة الطائرة ، كرة السلة ، السباحة ، المشي ، ركوب الخيل ، وبالنسبة للفروسية فما تزال مجرد هواية أمارسها بين الفينة والأخرى من أجل إرضاء ذاتي ورغبتي فقط لا غير ، نعم تعلمت فيها الأساسيات لكني لم أحترفها.
وماذا عن التصميم؟
في طفولتي كنت عاشقة للرسم عشقاً ، ويعتبرني المختصون بأنني موهوبة، صقلت هذه الموهبة أكاديميا وطورتها بشكل كبير وكنت ممن تأثرن بالتشكيلية العالمية فريدا إحدى رائدات المدرسة الكلاسيكية في الفن التشكيلي، وبلا شك إستثمرت هذه الموهبة في التصميم وأسست وشريكي علي الرومي مشروعنا في تصميم وتنفيذ التي شيرتات حتى أصبح لدينا اليوم ماركة عالمية مستوحاة من الهنود الحمر وأزيائهم الشهيرة مثل الريش وغيره.
دعيني أكون صريحا معك..البعض يعتقد أن ممارسة المرأة لبعض الرياضات ربما ... ربما يفقدها أنوثتها... كيف تردين؟
ردي على هؤلاء، بأن الرياضة أمر رائع ،فهي تغذي العقل والجسد ، وتمنح الإنسان طاقة ايجابية ، فأنا لا أحمل الأثقال أو أمارس رياضة بناء الأجسام ، وهي منبع ومصدر للكثير من الأمور المتعلقة بعالم الموضة والجمال ، وعلى فكرة مساحيق التجميل وتحديدا" الماكياج المائي أو الالوان المائية " سبب إكتشافها هن السباحات عندما توصل المهتمون إلى اكتشاف مساحيق تجميل لا تتأثر بالماء وتتناسب مع الزي الرياضي الذي ترتديه السباحات.
أشعر بأنك تحبين نفسك كثيراً؟
أنا فخورة بما حققته وسط كل المعاناة التي واجهتها كرياضية ولاعبة، الإحباط لم يتمكن مني ، ولم أيأس أمام أي مشكلة واجهتني، كنت أضع لنفسي أهدافاً وأسعى نحوها وأشعر بلذة الإنجاز عندما أحققها بعد تحد واصرار.
هذا يقودني إلى سؤال كيف تنظرين إلى بنات جيلك في ظل إنتشار ظاهرة السوشيال ميديا وغيرها؟
وجهة نظري الشخصية وسأذكرها بشفافية من دون مجاملة، نسبة كبيرة من الفتيات بدأن يتأثرن بمن يطلقن على أنفسهن " فاشينيستا" فتجدها يولين اهتماماً مبالغاً بالشكل الخارجي على حساب المضمون الداخلي علما أن جوهر الداخل هو انعكاس للخارج.
ألا تخشين أن مثل هذا الكلام ربما يغضب بنات جيلك؟
" اللي على راسه بطحه يحسس عليها " .. وكل فتاة تعرف أن ما ذكرته حقيقة لا يمكن نكرانها.
والدك المخرج الراحل فيصل المسفر وهو أحد رواد الحركة الفنية ومخرج إذاعي شهير ، لكنك اخترت التلفزيون على عكس أخيك المخرج الإذاعي سعود المسفر...تعليقك؟
أنا واحدة من ضحايا عدم معادلة الشهادة التي حصلت عليها من احدى الجامعات في الخارج ، ثلاث سنوات دراسة في تخصص التسويق ضاعت من عمري بسبب عدم تسجيلي في التعليم العالي فدفعت الثمن، بعدها قررت الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية (قسم النقد) وكان عميد المعهد حينها الدكتور فهد السليم تنبأ لي بالعمل مخرجة لكن لم أخذ كلامه على محمل الجد حتى عاد ليذكرني برهانه في يوم تخرجي من المعهد حيث عشقت الإخراج وتخصصت به .
لكن أنت بخلاف غيرك كنت تستطيعين الإعتماد على والدك؟
تعلمت من والدي أن لا ألجأ إلى الواسطة لذا " شقيت" طريقي بمفردي معتمدة على نفسي، درست وإجتهدت وثابرت وتحملت كل شيء، واجهت وعانيت بمفردي ولم أستغل إسمي والداي ، نعم إنكسرت لكن لم أحبط ، خذلت لكن لم أيأس ، عرفت أن" كل طراق بتعلومة " وأن التخطيط السليم يحول الأحلام الى واقع.
هل فعلا كنت قاب قوسين من العمل مذيعة؟
عرض علي ذلك مراراً وتكرارا حتى في مجال التمثيل لكن " عط الخباز خبزة حتى لو أكل نصه" لا أملك مؤهلات المذيعة أو الممثلة، وللأسف اليوم الإعلام أصبح لكل من هب ودب .
ضمن السياق حديثنا... ذكرت بأنك إنسانة منفتحة ومثقفة ومطلعة على الثقافات الأخرى إلى درجة بأنك بالكاد تتحدثين بالعربية؟
فعلا غالبية حديثي باللغة الإنكليزية ، لكن وهذه ضع تحتها ألف خط أحمر، نعم أنا منفتحة على العالم الآخر لكني أظل إنسانة مسلمة عربية أنتمي إلى مجتمع محافظ وتحكمني عادات وتقاليد وحدود أعرفها جيداً ولا أسمح لنفسي بتحاوزها.
هبة ...على الجانب الآخر...أين نصفك الآخر؟
الزواج قسمة ونصيب.
لكن العمر يمضي بسرعة؟
لست متعجلة وعندما أجد الشخص المناسب ...ليش لأ؟
وما هي مواصفات فارس أحلامك؟
أريد رجلاً بكل ما تعني هذه الكلمة ، رجل يقدسني كامرأة وشريكة حياة ، يعاملني كأنثى ، يحتويني كزوجة وإبنة وحبيبة وصديقة، لا تعنيني الماديات وكم يملك في رصيده البنكي ، إنما كم يتمتع به من خلق ورجولة.
يبدو أنك تبحثين عن رجل سوبرمان أو أنك تضعين شروطا تعجيزية؟
ولماذا..والدي كان يعامل والدتي بهذه الطريقة، أريد رجلاً يشبه والدي ، كإمرأة أعلم أن شريك الحياة الحقيقي يستحق التنازل والتضحية .
أشكرك على صراحتك المطلقة فأنتم هكذا دوما مواليد برج العذراء، تعشقون المواجهة وتبحثون عن الحقيقة ولا تعرفون المجاملة...كلمة أخيرة؟
كل الشكر لمجلتكم الموقرة التي أخرجت ما في جعبتي، هذه هبة فيصل المسفر من دون تجرد.
لمزيد من اللقاءات:
- أبرار الصالح: لجأت إلى الإعلام لتحسين صورة المرأة
- أحمد علي محمد آبل: شبابنا هم استثماراتنا