كل عام نستقبل شهر رمضان المبارك ببشائر الخير التي يحملها معه، ونتفاءل بأن يكون القادم أفضل وأجمل، ولكن حتى نصل ذلك الأفضل الذي نأمل أن لايأتي بعد فوات الأوان، تبقى هناك تساؤلات تقلق راحتنا وتجعلنا في حيرة من أمرنا وذلك لأن الأغلبية، أو الأغلبية العظمى فقط، عندما يأتي شهر رمضان يستذكرون فعل الخير، وأن الجوع قاتل، وأن الفقر قاتل، وأن الظلم مرفوض، والقتل مرفوض، وأن الحاجة مرّة، وأن المسلمين أخوة، وأن الناس عند الله سواسية أكرمهم عنده أتقاهم، وأن.... وأن... وأن....!!!
لهذا أتساءل:
كم شهر رمضان نحتاج كي ندرك أن فضائل رمضان وخيره إثنا عشر شهراً وليست شهراً واحداً؟
كم شهر رمضان نحتاج كي نوحد كلمتنا في وجه الظالمين؟
كم شهر رمضان نحتاج كي نسمع صراخ طفل يصارع الموت جوعاً ، حزناً، خوفاً، قهراً.. ؟ فنسرع لنجدته وتحقيق العيش الكريم له...
كم شهر رمضان نحتاج كي نقول لا للعنف ... لا للقتل... لا للدمار ... لا للظلم..لا...لا...؟ ويُفَعّل ذلك على أرض الواقع... لا على الورق فقط...
كم شهر رمضان نحتاج كي ندرك أننا بحاجة لأن نعمل من أجل أن يكون السلام والمحبة واقعاً لاحلماً...؟
كم شهر رمضان نحتاج كي ندرك أننا بحاجة لأن نعمل من أجل أن يكون السلام والمحبة مبدءاً لامنظمة أوهيئة أو...؟
كم شهر رمضان نحتاج كي ندرك أننا بحاجة لأن نعمل من أجل أن يكون السلام والمحبة فعلاً لاخطاباً...؟
كم شهر رمضان نحتاج كي نجعل العالم، كل العالم، يدرك أن حقيقة الإسلام محبة وسلام؟
الحقيقة:
لا أملك أجوبة لهذه التساؤلات وغيرها... ولكن أعلم أن الله قال في محكم كتابه: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (التوبة 105)
رمضان مبارك
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحرير والرئيس التنفيذي