الأم العصرية والعناية بالتوكيل
ندرك جميعاً أن متطلبات الحياة كثيرة، وتحتاج منا لكثير من الوقت والجهد، وربما بعض منها يتصدر قائمة أولوياتنا اليومية، أو برنامج حياتنا، ولكن هذا لايعني أن نخلط الأوراق بعضها مع بعض، وندرج ما هو أساسي في حياتنا ضمن قائمة مايمكن تبويبه فيما يسمى أولويات.
إن الأمومة مهمة أساسية في حياة الأسرة، ولا يمكن تجاهلها، واحتياجات الأطفال تبقى ثابتة ودائمة حتى مع تغير نمط حياتنا اليومي وسرعته، لهذا يجب أن تتخلى المقصرات في شؤون اهتمامها بأطفالها وأسرتها عن البحث عن مبررات التقصير والإهمال، لأن ما تتجاهله اليوم من أهمية تقديم العطف والحنان والرعاية التامة لأطفالها سوف تحصده غداً أفعالاً بالتأكيد لن تكون راضية عنها.
وكما هو معروف لكل مرحلة من مراحل الطفولة أهميتها وتأثيرها على حياة ومستقبل الأطفال وطرق العناية بهم، وهنا ليس المقصود العناية بالتوكيل، كما أصبح شائعاً لدى كثيرات، حيث تنجب الأم طفلها وتوكيل راعيته ومتابعته للخدم، أو تضعه في روضة دون أن تتابعه بعيداً عن أعينها لتراه بضع ساعات في اليوم أو ربما دقائق قبل نومه، وقد يمتد لدى البعض عدم رؤيتهن لطفلهن أياماً أو أسابيع بمبرر ضغوط الحياة ومتطلباتها وصعوباتها.
إن الدنيا تسير بسرعة ولكن يجب أن لا تأخذ بسرعتها المرأة وتجبرها على التخلي عن مهمتها الأساسية والمقدسة في تربية ورعاية أطفالها واهتمامها بهم وتقديم كل العطف والحنان لهم، مصطلح المرأة العصرية يجب أن لايعني توزيع مهامها ومسؤولياتها الأمومية على الآخرين ،غرباء كانوا أو غير ذلك، فالحياة العصرية وإن غيرت أشكال التواصل وفرضت أنماط حياة جديدة وصار لزاماً علينا أن نعيش هذا التغير ونتفاعل معه، إلا أنه يجب أن يكون تفاعلاً إيجابياً بحيث يعمق انتماءاتنا الأسرية ويزيد من متانة روابطها، ويجعلنا أكثر قرباً من أبنائنا وكذلك يجعل الأبناء أكثر قرباً منا، وهذا في جوهره أمر إلاهي ومطلب اجتماعي،علينا أن نحرص عليه في كل الأوقات وكل الظروف. ولأن شهر مارس يحمل معه الاحتفال بعيد الأم أقول لأمي الحبيبة كل عام وأنت بألف خير وأيضاً لجميع الأمهات. إن كل يوم بوجود الأم ومعها هو عيد وفرح وبركة.
الحقيقة:
إن من يرى في أبنائه المستقبل عليه أن يشرف على تنشئتهم بنفسه وليس بالوكالة.
رابعة حسين مكي الجمعة
رئيس التحرير الرئيس التنفيذي